وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ

Standard

قديماً علمتنى والدتى أن من يرفع يده على امرأة فهو مسلوب الرجولة … وان الأنثى تاج ان صنتها صنت أحب الناس إلى قلبك … وأن المرأة أم وأخت وزوجة وابنه .

لم أكن أتخيل غير هذا دوماً وأنا أخطوا خطوات عمرى الصغير وأشب يوماً بعد يوم وفرشاة عقلي ترسم المزيد والمزيد من معانى التكريم والتقدير .

لم يستوعب عقلي يوماً وأنا ارى بكاء أمى على نساء البوسنة والهرسك ، وفقدت ابتسامتى للأبد يوم سمعت وقرأت رسالة أختنا فاطمة من سجن أبو غريب في العراق وهي تحكى عن حملها بعد ان نهشها الضباع كل يوم ، ثم نبتت أبيضت أول شعيرات رأسي وانا اشاهد على شاشة الجزيرة اختنا صابرين الجنابي وهي تحكى كيف اعتدي عليها افراد الجيش والشرطة العراقية ليكمل عليها فيما بعد قاضي التحقيقات ، ثم نبتت أول شعرات لحيتى بياضاً وأنا اشاهد أختنا في سوريا وهي تقاد لضابط في الجيش السورى كي يغتصبها .

ثم علمت قهر الرجال وانا اقرأ أول تقارير ترسل لي توثق حالات اغتصاب اخواتنا على ايدى الشرطة المصرية .

ثم ضاع من عقلي كل معانى التعاطف اليوم وأنا اشاهد تلك الصورة والعساكر الغلابة برفقة الضباط يعتقلون تيجان في عمر الزهور فيقطفونهن من بستان البرائة بلا رحمة أو رجولة .

ويشتد القلب قوة بلا رأفة وهي يري اشتداد يد الفتاة وقد خلع حذائها وهي تتشبث في بكاء في يد زميلتها المنتقبة وهم يقادون لمجهول لايعلموه .

ثم أتذكر أخلاق المشركين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يرفضون الأعتداء على النساء أو كشف حرماتهم لأن هذا من خوارم رجولتهم .

ثم أنظر إلى هؤلاء الضباط والجنود فلا أعلم من أى رحم قد أتوا ولا أعلم أى دين يتبعونه سوى دين الشيطان هم له تابعين .

اشاهد تلك الوجوه الشيطانية التى تسعي في الأرض فساداً فاتذكر قول الله :

﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾

[سورة المائدة: 33]

ثم اتذكر من يدافع عنهم اليوم قائلاً ان هؤلاء الجنود والضباط هم خير أجناد الأرض ، فاتذكر حينها قول الله في هؤلاء :

﴿ هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴾

[سورة النساء: 109]

الشباب مثلي يفيض غضب ومنهم من ييأس ومنهم من يكفر متسائلاً أين الله ومنهم من يتخلص من حياته ومنهم من يدفن نفسه في الحياة لعله ينسي … وبين كل هذا أتذكر قول الله :

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}
سورة آل عمران: 142

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
سورة التوبة: 16

{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
سورة التوبة: 24

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}
سورة محمد: 31

إذن الله يمحصنا لينقينا من كل من فينا من مافقين ومتسلقين و من هوى نفس وغيره .

قد يستغرب البعض من هذا ولكن الحقيقة أن الثورة جهاد .. الثورة هدم باطل وبناء حق وعدل والجهاد كذلك يحمل دين يهدم باطل ويقيم حق وعدل .

ولكن حملة الراية لم يصدقوا الله بعد ولم يبذلوا الجهد للتفكر في كيف سيقيموا حق وعدل بدينهم بدل من تصدير الشعارات البراقة وفقط .. حتى كفر الناس بكل شىء .

وبين هذا وذاك يظهر بين الشباب جيل قد سمع قول الله تعالي :

{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}
سورة البقرة: 190

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}
سورة البقرة: 216

وكأنى بهم يسيرون على اتباع أوامر الله حين قال :

{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ}
سورة البقرة: 193

ثم يبتسم الله لهؤلاء الشباب فيقول لمن يستشهد منه :

{وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
سورة آل عمران: 157

ثم يأتى دورى فكأن الله بي موبخاً وهو يقول :

{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا}
سورة النساء: 75

ياشباب هؤلاء الجنود والضباط يقاتولن لنصرة ظلم وانتم تقاتلون لنصرة حق لذلك يقول الله فيكم وفيهم :

{الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}
سورة النساء: 76

وختاماً سيسألنى سائل ولماذا تكتب كل هذا يا هيثم .. فأقو له لعلي بذلك اتبع قول الله تعالى حين قال :

{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً}
سورة النساء: 84

فيا شباب ديننا هبوا

خير أجناد الأرض

……………

هيثم غنيم
الأربعاء 19 نوفمبر 2014

3 responses »

  1. المشكلة مش في الرغبة. المشكلة في السبيل، وفي عدم تخطي الحد الشرعي في القتال:
    {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}
    فماهي الالية العملية التي تضمن عدم الاعتداء فلا يتحول المؤمنين من مجاهدين الي قتلة؟
    هذا مايجب علي ذوي الراي و العلم مناقشته و التحريض عليه فهناك مئات الالاف من الاسلاميين لا يمنعهم عن الجهاد الخوف علي الدنيا، بل .الخوف الاخرة

Leave a reply to Amr Farouk Cancel reply