Category Archives: مقالات

لم يعد سرًا.. تعرف على مدير جهاز “التعذيب” الوطني في مصر

Standard

رابط المقال برابط غير محجوب على موقع نون بوست:

لم يعد سرًا.. تعرف على مدير جهاز “التعذيب” الوطني في مصر

مضت سنة وثلاثة شهور على ترقية وتعيين اللواء محمود سيد عبد الحميد شعراوي، حيث تم ترقيته وتعيينه في 19 من ديسمبر 2015 من مساعد الوزير ومدير إدارة عامة بقطاع الأمن الوطني إلى مساعد لوزير الداخلية لقطاع الأمن الوطني، ومضى عام على تحقيقنا المنشور هنا على موقع نون بوست تحت عنوان الاختفاء القسري.. من داخل عاصمة جهنم، مضى عام وثلاثة أشهر، وحوادث الاختفاء القسري مستمرة حتى تجاوزت المئات، وتزايدت حالات التصفية الجسدية التي لم يكن جوليو روجيني أولها ولا الستة المختفون قسريًا في مدينة العريش الذين تم تصفيتهم واتهامهم أنهم إرهابيون قتلوا في اشتباك مسلح، وهو ما دفع منظمة العفو الدولية عبر بيانها هنا لطلب فتح تحقيق مستقل.

طول هذا العام منذ نشر هذا التحقيق مع ما أرفقته حينها من صورة تخيلية قمت برسمها عن طريق أحد المتخصصين، وأنا أبحث عن تطور أساليب التحقيقات والتعذيب داخل مقرات هذا الجهاز ومبانيه الجديدة، قادني البحث للكثير، سنكشفه في حينه تباعًا، ولكن رغم هذا البحث ظل هناك شغفًا داخليًا بي عن تتبع أخبار هذا اللواء وكل ما ينشر عن وزارة الداخلية على أمل أن أجد صورة حديثة له، وبهذا المنوال اعتمدت طريقة بحث تعتمد على التالي:

مقارنة الصورة التي قمت برسمها، وترونها هنا بكل صور لقاءات وزير الداخلية بمساعديه، ومحاولة إيجاد تطابق بين أي من الملامح الرئيسية.

وعلى مدار تسعة أشهر كان اليأس يصيبني في بعض الأوقات، وأننا لن نجد صورة اللواء محمود شعراوي صاحب أكبر ملف اختفاء وتعذيب وتصفية جسدية منذ أحداث 3 من يوليو 2013 في وزارة الداخلية، إلا بعد خروجه على المعاش أو إزاحته من الخدمة.

ولكن جاءت تفجيرات الكنيسة البطرسية بالعباسية لتعطيني طرف خيط وأمل جديد، فلقد قامت صحيفة البوابة وصحف أخرى بنشر صورة اجتماع لرئيس النظام المصري مع مجلس الأمن القومي.

وجاء في التعليق على الصورة أن هذا الاجتماع قد ضم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية وعباس كامل ومدير المخابرات الحربية ومدير جهاز الأمن الوطني.

هنا بدأت البحث محاولاً إيجاد صورة بنقاء أعلى، وقد حددت دائرة البحث، حيث لم يكن سوى اثنين في الصورة لا أعرفهم، ومن المؤكد أن أحدهم هو اللواء محمود شعراوي، وفي هذا الإطار وجدت صورة دون أي لوجو، وقمت بتحديد الشخصين الوحيدين المحتملين بالدوائر الحمراء:

 

وبمراجعة تلك الصورة بالمعلومات السابقة عندي، من أن لون بشرة اللواء محمود شعراوي يميل للأسمر قليلاً، وينسق شاربه بطريقه معينة، وأنه ليس أصلع تمامًا، وبمقارنة تلك الصورة الأخيرة بالصورة التي رسمناها سابقًا، صار من المرجح عندي أن الشخص الجالس على يسار الصورة السابقة هو اللواء محمود سيد عبد الحميد شعراوي.

صار الآن البحث عندي أسهل، فقط عليّ استبعاد بشكل قاطع الشخص الجالس على يمين الصورة، قمت بمراجعة كل المواد الفلمية التي صدرت عن وزارة الداخلية في الأحداث المهة فقط، وتتضمن اجتماع وزير الداخلية بكبار مساعديه، فكان الموجود دائمًا فيها هو هذا الشخص:

 

لم يعد ينقصني الآن سوى صورة يظهر فيها من الأمام، وهو ما وفرته لي زيارة عبد الفتاح السيسي لمقر جهاز الأمن الوطني الجديد بتاريخ 5 من مارس 2017، حيث ظهر اللواء محمود الشعراوي ثلاث مرات منهم مرتين بشكل واضح في الصور:

 

 

الآن وبعد عام، أصبح لدينا صورة واضحة، للمسئول الأول لجهاز الإخفاء القسري والتعذيب الوطني (جهاز الأمن الوطني)، لعل البعض مازال يشكك بما نقول، كنا نؤجل نشر تلك المعلومات منذ شهرين لمزيد من التأكد، وبعد الزيارة صار كل شىء لدينا مؤكداً، ولكن النظام وفي تبجح واضح أعلن أيضًا صحة ما رصدناه، وفي تبجح واضح وعبر أحد أذرعته الإعلامية (قناة صدى البلد) أعلن أحمد موسى وهو مذيع بدرجة مخبر عن شخصية اللواء محمود شعراوي، ويمكن مراجعة الفيديو هنا.

جائت الزيارة تكريماً لجرائم جهاز التعذيب الوطني، جائت الزيارة في ذكرى اقتحام ثوار 25 يناير لمقرات هذا الجهاز، لتكون الزيارة رد اعتبار لهذا الجهاز وضباطه، رسالة تقول لهم وبصراحة: لقد تم لنا الأمر، فامضوا يا ابناء الشياطين، لتتركوا حق إلا وأزلتموه، ولا باطل إلا ورفعتوه، ولا مناضلاً إلا وعذبتموه ليرضخ، فإن أبى فاقتلوه.

عشرات الجرائم ارتكبت في عهد هذا الرجل، ولعل أشهر تلك الحوادث حادثة اختفاء الباحث الإيطالي جوليو روجيني يوم 25 من يناير 2016 ثم ظهوره بعدها يوم الأربعاء 3 من فبراير جثة هامدة نصفها عارٍ وملقى بإحدى الحفر في طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي وعلى بعد كيلومترات من مقر أمن الدولة بمدينة السادس من أكتوبر.

مئات من حوادث الاختفاء القسري حدثت خلال عهده، ظهر أفرادها بعدها على ذمة قضايا، بينما تم تصفية البعض مثل جوليو روجيني وغيره من عشرات الشباب المصري، وما زال المئات من ضحاياه من المختفين قسريًا مفقودين لا يعلم أهاليهم عنهم شيئًا.

البعض لا يعرف تاريخ هذا الرجل، وهو ما رصدناه سابقًا حيث إنه من مواليد سنة 1959، تخرج في كلية الشرطة سنة 1980، وتم تعيينه فور تخرجه بجهاز الأمن الوطني وهو شقيق اللواء محمد شعراوي أحد الذين تولوا منصب مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الدولة في عهد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي.

كان من المطلوبين للثورة المصرية عقب 25 من يناير نظرًا لاتهامه في جرائم تعذيب، وحين نشر اسمه كان يحمل رتبة عقيد، وارتبط اسمه بفترات سيئة من تاريخ مصر واشتهر كأحد أبرز ضباط التعذيب في عهد مبارك تحت رئاسة اللواء محمد سعيد رئيس مكتب قسم مكافحة التطرف الديني فرع القاهرة (الذي قتل لاحقًا).

تميزت فترته بازدياد أعداد المختفين قسريًا على مستوى الجمهورية كما وثقت ونشرت العديد من المنظمات الحقوقية (النديم، التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، المفوضية المصرية للحقوق والحريات، منظمة العفو الدولية).

كان يعمل في فترة نظام مبارك تحت اسم حركي “محمد لاشين”، حيث لا يعرف ضحاياه عنه في هذه الفتره سوى هذا الاسم، أطلق عليه بعض ضحاياه لقب “النجس، حيث إنه لا يتورع عن فعل أي شىء، كما أنه يستلذ بالتعذيب، ووفق أحدث ما رصدته، فإن أحدث طرق التعذيب التي صار يعتمدها، هو تعذيب بعض المختفين قسريًا بالجير الحي.

الآن وبعد عام من نشر تحقيقي الأول عن جهاز أمن الدولة، صار لدينا وبشكل معلن صورة المسئول الأول داخل جهاز الأمن الوطني عن تلك الجرائم، الصورة الآن بين يدي ذوي ضحايا عمليات التصفية الجسدية، وذوي وضحايا حوادث التعذيب والاختفاء القسري، لعلها تساعد يوماً دموع قلوب الآباء الصامتة حزناً، وآهات الأمهات على فلذات أكبادهم وهم يعذبون، ودموع الزوجات على أحبتهم الذين اختطفوا من بينهم، وتساؤلات الأبناء عمن حرمهم من آبائهم. الصورة بين يديكم من أجل أن يكتمل ملف العدالة بمعرفة المتهم.

لكي لا تضيع العدالة يوماً ما بدعوى عدم المعرفة.

………………….

هيثم غنيم

7 مارس 2017

ما بين اعتقال صحفي الجزيرة في مصر وتأثير فيلم العساكر

Standard

رابط المقال برابط غير محجوب على موقع نون بوست:

ما بين اعتقال صحفي الجزيرة في مصر وتأثير فيلم العساكر

رابط المقال على موقع نون بوست:

ما بين اعتقال صحفي الجزيرة في مصر وتأثير فيلم العساكر

%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%83%d8%b1

“السلام عليكم يا أستاذ هيثم، أبشرك أن فيلم العساكر بتاع الجزيرة عمل رجة جامدة جدًا، وشركة كوين سيرفس التابعة لوزارة الدفاع، أصدرت قرارًا بمنع العساكر اللي بيمسحوا سلالم عمارات الضباط بتوع الجيش من تلك المهمة، وأيضًا من مهمة لم الزبالة، وشركة كوين سرفيس خلاص هتتعاقد مع ناس مدنيين يقوموا بالمهات دي، أما العساكر فهيبقوا أمن للعمارات فقط، ومش هنشوف تاني عساكر بتمسح السلالم، واضح إن قناة الجزيرة أثرت فيهم جدًا.”

كان هذا نص رسالة جاءتني من صديق قبل اعتقال سلطات النظام المصري الصحفي المصري محمود حسين العامل بقناة الجزيرة الإخبارية بمطار القاهرة، لم تكن هذه هي الرسالة الأولى التي تأتيني من قبل أصدقاء متفرقين وتوضح مدى تأثر النظام المصري بما حدث، بل استطعت الحصول على هذه الورقة التي تم توزيعها على العقارات الخاصة بسكن ضباط القوات المسلحة المصرية:

1

توضح الورقة أن شركة كوين سيرفس قررت وقف قيام عساكر الجيش المصري بجمع “الزبالة” من أمام شقق العمارات وعدم مسح سلالم العمارة، وأن العقيد – قمت بحذف اسمه – اتفق مع متعهد للزبالة بمقابل مادي، ومع سيدات لمسح السلالم بمقابل مادي أيضًا.

أثار هذا القرار غضب سكان العمارات من بعض ضباط وأسر ضباط وغيرهم من سكان عمارات القوات المسلحة المصرية، وقاموا بمهاجمة القرار في مجموعاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي كما تظهر الصورتان التاليتان اللتان قمت بأخذهما لهذه النقاشات مع حذف الأسماء.

2

3

توضح النقاشات حالة الغضب من القرار، وكيف أن هؤلاء السكان دفعوا مسبقًا أموالاً وضعت كوديعة يصرف من عوائدها بشكل شهري على مسألة النظافة وجمع القمامة.

أحد العساكر قال بعد قرار المنع هذا:

“العساكر في المنطقة مبسوطين أوي وبيقولوا الجزيرة نفعتنا جدًا، ووقفت أهانتنا”

لعل هذه الجملة الأخيرة هي ما لم تجعلني أتفاجأ عند سماعي لخبر اعتقال الصحفي المصري محمود حسين العامل بقناة الجزيرة الإخبارية، حيث توقعت أن يثير الفيلم ردة فعل انتقامية من قبل أجهزة النظام الأمني المصري، للأسباب التالية:

– شكّل عرض قناة الجزيرة لفيلم العساكر، كسرًا لأحد الخطوط الحمراء في الدولة العسكرية المصرية الحديثة وهو “التجنيد الإجباري”، ورغم مستوى الفيلم تحت المتوسط من الناحية التوثيقية، إلا إنني أرى أن الفيلم لم يكن هدفه التوثيق بقدر ما كان هدفه اقتحام تلك اللافتة “منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب أو التصوير” التي تزين أسوار المنشآت العسكرية كلها، والتي تحولت من بعد حرب السادس من أكتوبر 1973، حتى صارت لافتة تبعث على السخرية وهي تزين حتى المنشآت الفندقية التابعة للقوات المسلحة المصرية.

لذلك من فضلك لا تعتقد أنك تشاهد فقرة من فيلم كوميدي إذا كنت مارًا من أمام أحد الدور العسكرية المصرية التى تحتوي فنادق خدمية للجمهور وتجد يافطة إعلان تبرز من داخل الدار تظهر موعد عرض احتفالي باحتفالات رأس السنة يتخلله فقرات للرقص الشرقي للفنانة ….، ثم تجد أن السور العسكري الذي تقبع خلفه تلك اللوحة الإعلانية قد زين بلوحة “منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب أو التصوير”، فهل أصبح جسد الراقصة الشرقية منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب منها أو التصوير!

– جاء الفيلم ليخاطب بشكل نفسي وبلغة غير نخبوية وبشكل درامي النفسية المصرية، عن طريق إبراز قصص معروفة لعموم الشعب المصري عما يلاقيه، ولكنه وبشكل حرفي أرفق هذه الشهادات التي أظهرت إهانة أبناء الشعب المصري عبر توظيفهم في مهام غير عسكرية في أثناء فترات التجنيد الإجباري، بالإضافة لإهانتهم وإذلالهم بطريقة لا تتلاءم مع شرف العسكرية الذي يتم تصديره إعلاميًا بشكل كاذب.

وهذا ما جاء الفيلم ليظهره بلغة (العساكر) مصطحبًا معه في خلفية الروايات مقاطع مختلفة من الموسيقى العسكرية المصرية التي ارتبطت في أذهان الشعب المصري بمشاهد تم تصديرها كأمثلة على الشرف العسكري وجيش مصر العظيم، وهذا هو الأخطر بالنسبة للمؤسسة العسكرية، حيث إنها تعتبر أول محاولة جادة لتحطيم الصورة الذهنية المزيفة التي حرصت المؤسسة العسكرية المصرية على رسمها من بعد اتفاقية كامب ديفيد المخزية.

– الفيلم جاء ليظهر أن الشباب الذين يجندون إجباريًا وإضاعة ما بين سنة إلى ثلاث سنوات من أعمارهم في القوات المسلحة المصرية، لا يضيعون أعمارهم في الدفاع عن أرضهم، بل يضيع عمرهم ما بين الإهانة ومسح سلالم العمارات ورفع القمامة من أمام مساكن طبقة البهوات الجديدة في مصر، وقد يتفاجأ البعض عندما يعلم أن شركة كوين سيرفس هى الاسم التجاري لـ”شركة النصر للخدمات والصيانة“، وهي شركة مساهمة مصرية أنشئت عام 1988 طبقًا لأحكام القانون 159 لسنة 88 ولائحته التنفيذية، وهي إحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابعة لوزارة الدفاع المصرية كما يظهر هنا، وهي شركة ربحية تدار من قبل أحد المسؤولين في وزارة الدفاع المصرية.

ويتم التجنيد الإجباري لأبناء مصر من أجل أن يذهب بعضهم للعمل بها ولغيرها وليس من أجل الخدمة العسكرية، بل في إطار سياسة استعبادية جديدة تقوم على استرقاق أبناء مصر بثمن بخس كي يزداد كبار الضباط ثراءً على ثراءٍ، وكل هذا تحت اسم الوطن.

أكتب هذا كي يدرك من لا يدرك منا وهم كثيرون تأثير الإعلام وتأثير أن نخاطب الناس على قدر عقولهم دون إسفاف أو كذب، أكتب هذا ليعلم الجميع تأثير تغيير معالجة القضايا الحقوقية ليتم تقديمها بشكل إعلامي شعبي مختلف، أكتب هذا أيضًا كي نعلم أن لكل حقيقة ثمن يدفع من حرياتنا وأعمارنا، وأن ما حدث للصحفي محمود حسين أتى في إطار انتقام النظام المصري من الصحافة والإعلام، في بلد أصبح شبابها يسكن ما بين المقابر والسجون.

………………………

هيثم غنيم

28 ديسمبر 2016

ما الذي عجل بقرار تعويم الجنيه؟

Standard

رابط المقال برابط غير محجوب على موقع نون بوست:

ما الذي عجل بقرار تعويم الجنيه؟

%d9%81%d9%84%d9%88%d8%b3

لم أكن أتوقع أن يصدق محدثي فيما قاله، ولكن ما ذكره لي ووصلني من بعض المصادر الخاصة من داخل مؤسسة الحكم المصرية، أوضح لي كيف تم التخطيط لتعويم الجنيه المصري، وكيف عجلت مؤسسة الرئاسة المصرية بقيادة عبد الفتاح السيسي بقرار التعويم قبل موعده المخطط بأسابيع.

البداية كانت ملاحظتي باتجاه مؤسسة الرئاسة المصرية نحو عسكرة الاقتصاد المصري وإسناد الكثير من المشاريع الاقتصادية للمؤسسة العسكرية لتقوم هي بالإسناد من الباطن بعدها لطبقة جديدة من رجال الأعمال يتم صنعها، هذا بالإضافة للسماح للمؤسسة العسكرية بالتوغل في نزع ميزات اقتصادية ومشاريع من مستثمرين آخرين، مثلما يحدث في صناعة الاستزراع السمكي والرخام والجرانيت.

كانت تلك الملاحظات محط نقاش مجموعة من الأصدقاء ما زال يربطنا ببعض رابط الاحترام، منهم من داخل البلاد ومنهم من هم خارجها، رغم اختلافنا في بعض المواقف وعداوتنا في مواقف أخرى، ولكن هذا لا يمنع من نقاشات خاصة تجمعنا كل فترة.

في أوقات كثيرة إذا أردت الحصول على معلومة فما عليك سوى ذكر شيء مشترك يثير انتباه من يحدثك، فيدفعه دون أن يشعر للإدلاء ببعض المعلومات، كان هذا الشيء هو ذكري كيف أن جهازي مشروعات الخدمة الوطنية والهيئة الهندسية بالقوات المسلحة يستحوذان على الكثير من المشاريع ولا بد أن هذا يغضب بعض رجال الأعمال، فعلى سبيل المثال:

التدخل في المشروعات السياحية: شهر مارس 2016، أصدر عبد الفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا بإعادة تخصيص قطعة أرض من أراضي الدولة بمساحة 72 فدانًا و20 قيراطًا ناحية رأس سدر بمحافظة جنوب سيناء، لصالح القوات المسلحة، ثم أن تدخل القوات المسلحة كشريك استثماري بقيمة تلك الأراضي لتؤسس شركة مساهمة مصرية مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لتتولى تخطيط وإنشاء مشروعات بتلك المناطق (أخبار اليوم).

التدخل في مشروعات الثروة السمكية: شهر مايو 2016، بعد تلويث مياهها، الفريق أسامة عسكر افتتح أعمال التطوير ببحيرة البردويل، بعد سيطرة الشركة الوطنية لتنمية الثروة السمكية والأحياء المائية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة على إدارتها وتطهيرها وإنشاء عدة مشروعات تابعة لها شملت إنشاء مصنع لتغليف الأسماك وتعبئتها قبل تصديرها، بعد موافقة رسمية من الاتحاد الأوروبي لتصدير أسماك البحيرة إلى دول أوروبا، بعد رفع متوسط إنتاج البحيرة من 2000 طن إلى 4700 طن في الموسم (الأهرام).

التدخل في المشروعات التعليمية: شهر يونيو 2016، الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تبدأ تنفيذ مشروع جامعة الملك سلمان بمحافظة جنوب سيناء (اخبار اليوم).

التدخل في منظومة التموين: شهر أغسطس 2016، إنشاء منظومة تموين جديدة بين وزارات “التموين والتخطيط والإنتاج الحربي” لربط شبكة قاعدة بيانات المنتفعين بالبطاقة التموينية بهيئات مثل الأحوال المدنية والتي لديها كافة البيانات المتعلقة بالأسرة صاحبة البطاقة التموينية، بالإضافة لربط منظومة البطاقات التموينية الذكية بوزارة الصحة والسجل التجاري ومصلحة الضرائب ووزارة التضامن الاجتماعي ومصلحة السفر والهجرة (الوطن).

التدخل في صناعة الرخام والجرانيت: شهر سبتمبر 2016، جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة يؤسس بالشراكة مع آخرين الشركة الوطنية المصرية للرخام والجرانيت (أخبار اليوم).

التدخل في الجانب الزراعي: شهر أكتوبر 2016، القوات المسلحة تستصلح 16 ألف فدان زيتون فى رأس سدر (اليوم السابع).

كان طرح هذه الأمثلة، بابًا لمعرفة أن مثل هذه التدخلات وغيرها قد أغضبت وبشدة الكثير من أصحاب رؤوس الأعمال خصوصًا في طبقات رجال الأعمال ممن يمكن تصنيفهم من الطبقة الوسطى وأعلى ممن نشأوا وكبروا طبقًا لمنظومة الفساد القديمة التي كان يرعاها الحزب الوطني قبل سنة 2011، وفي إطار هذا بدأ صراع تحذير المؤسسة الحاكمة عبر استغلال الحالة الاقتصادية المتردية وأزمة الدولار وقرض صندوق النقد الدولي.

ووفق مصدر ذي صلة، فلقد كانت الخطة التى تم تلقينها لضباط الأجهزة السيادية في شهر سبتمبر 2016، تعتمد على تقسيم الأدوار بين الأجهزة السيادية وأن قرار تعويم الجنيه لن يتم اتخاذه قبل شهر ديسمبر 2016، وكانت الخطة تعتمد على نشر إشاعات بهبوط سعر صرف الدولار أمام الجنيه، ويتولى كل جهاز تحريك الإعلاميين التابعين له لرسم هذا المشهد وتزكيته مما يدفع السعر للهبوط قبل أن يتم التعويم.

ولكن على الجانب المضاد، كان رجال الأعمال يشنون حملة مضادة أدت لانهيار سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار بشكل سريع وغير مبرر، حيث كان يفقد يوميًا 30 و40 قرشًا وفي فترة صغيرة، ومن هنا كان القرار السيادي بتفعيل الخطة قبل موعدها الأصلي ببضعة أسابيع، وهو ما رأيناه في الليلة التى سبقت قرار تعويم الجنيه.

يتبقى أن نجاح هذه الخطة أمام تلك المنظومة من رجال الأعمال يعتمد على بضعة عوامل ومنها:

♦ إن الخطة تفترض استمرار السماح للبنوك بجمع المخزون الدولاري من السوق لمدة شهر، قبل أن يتم السماح بالتداول بشكل طبيعي دون منع سحب وإيداع، ولكن خطورة هذه الخطة والتي تعتمد عليها منظومة رجال الأعمال هو أن النظام سيطيل الأمر لأكثر من شهر ويقوم باتخاذ قرارات تقيد الصرف في ظل عدم وجود مصادر للدخل الدولاري من صادرات واستثمارات، مما يؤدي إلى تنشيط السوق السوداء مجددًا، وعودة انفلات سعر الصرف بشكل جنوني.

♦ تعتمد خطة رجال الأعمال أن الأحداث التي ستتبع يوم 11 نوفمبر ستشهد المزيد من الاضطرابات مما سيؤجل قرض الصندوق الدولي وسيؤي إلى عودة انفلات سعر الصرف، بينما تعتمد خطة النظام الحاكم على إجهاض هذا اليوم والسيطرة الأمنية بعدها بشكل أكثر فجاجة وتوجيه ضربة قاضية لتلك الفئة من رجال الأعمال من رجال الحزب الوطني، لصالح منظومة جديدة يتم إنشائها من صغار رجال الأعمال تقوم على ما تعطيه لها المؤسسة العسكرية من مشروعات.

وبين هذا وذاك، لا يبدو المستقبل الكبير مبشرًا، ولكن يبنى على أحداثه مستقبل أسوأ للمستسلمين، ومستقبل أفضل لمن أراد وعمل.

…………………

هيثم غنيم

هل تكون دماء محمد كمال الرسالة الربانية الأخيرة؟

Standard

رابط المقال برابط غير محجوب على موقع نون بوست:

هل تكون دماء محمد كمال الرسالة الربانية الأخيرة؟

رابط المقال على موقع نون بوست:

هل تكون دماء محمد كمال الرسالة الربانية الأخيرة؟

%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84

لا أعلم لماذا وأنا أكتب تلك المقاله أتذكر قصة بني إسرائيل، كم واحد منا لم يقرأ قصة بني إسرائيل وكم أرسل لهم من أنبياء، حتى كتب عليهم التيه في عهد سيدنا موسى بعد أن أرسل الله عليهم الآيات تترى فلووا أعناقهم حتى جرت عليهم سنة الاستبدال.

يوم الثالث من أكتوبر 2016

سيارات مدنية لعملاء جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة) تتحرك من مقراتهم ترافقهم قوة من العمليات الخاصة، بعد أن تم التوصل لما يعتبرونه أخطر شخص داخل جماعة الإخوان المسلمين حتى صار يطلق بعضهم على أتباع هذا الرجل تنظيم محمد كمال.

باستخدام خاصية الرصد والتتبع الصوتي وغيرهم، يبدو أن عملاء أمن الدولة قد استطاعوا معرفة أن الأستاذ ياسر شحاتة يرافق أو يسكن بالقرب من الدكتور محمد كمال وأن العثور على أستاذ ياسر شحاتة يعني العثور على محمد كمال، هذا الرجل الذي شذ من وجهة نظرهم عن منهج جماعة الإخوان المسلمين الذي عهده جهاز أمن الدولة منهجًا لا يغني ولا يسمن من جوع أمامهم، خصوصًا بعد أن قتلوا كل من أراد أن يشذ عن منهج الخنوع الذي يحبه أفراد هذا الجهاز، كان الضباط يتحركون وقد أعدوا لدكتور محمد كمال مصيرًا يشابه الرجال الراحلين حسن البنا وسيد قطب ومحمد كمال الدين السنانيري – رحمهم الله أجمعين -.

وفي أحد الشوارع الهادئة بمنطقة بحي المعادي، ومع دخول الليل يفاجأ سكان المنطقة بانقطاع الكهرباء عن المكان، لتقتحم الشارع بعدها مجموعة من السيارات ويتم القبض على رجلين، وقت بطيء مر على زوجة أحد الرجلين قبل أن تسمع صوت بضعة طلقات تنطلق لتدرك النهاية.

قام عملاء الأمن الوطني بتركيع الرجلين: الدكتور محمد كمال والأستاذ ياسر شحاتة، ليسحب أحد الضباط مشط سلاحه ويطلق الرصاص على رأس الرجلين، ليترجل فارسان من فرسان الإسلام وأهله.

وبينما أعلنت جريدة اليوم السابع مساء يوم الثالث من أكتوبر عن القبض على الرجلين عادت بعدها لتعلن يوم 4 أكتوبر أن الرجلين قد تم تصفيتهما بعد مواجهات مع الأمن.

وبينما تسيل الدماء من رأس الرجلين، كان من يستقبل الخبر ما بين شامت معلن وشامت خفي، ومصدوم وحزين ومكلوم، وكان شباب جماعة الإخوان المسلمين ورجالها ونسائها مذهولين، فهذا هو الرجل الذي أعلن طواعية عن تخليه عن مناصبه ورغم ذلك تمت محاربته ومنهم من كان يدعو عليه وكان يتم تشويه صورته في بعض الأسر الإخوانية، ورمي في بعض مجالس الكبار بكل نقيصه، ومن كان في الإخوان يعلم هذا أكثر مني، ولعل مواقع التواصل الاجتماعي قبل الحادثة هي خير دليل على بعض الاتهامات التي كيلت للرجل.

ولكن كل هذا قد توقف الآن بقتل الرجل، وبينما كانت صدور الكثير من الرجال تفور غضبًا، كنت أنظر لما حدث بأنه الرسالة الربانية الأخيرة لمن كان في قلبه ذرة من إيمان ومن كان لديه عقل، وكنت أتساءل هل سيجعل الرجال من دماء هذا الرجل خير سقيا لنبتة أرادها ألا تكون خانعة، لدين يراد له كل العز؟

إسطنبول، تركيا

مسجد الفاتح، يوم الأربعاء 5 أكتوبر

يدعو إخوان الخارج لصلاة الغائب على الدكتور محمد كمال والأستاذ ياسر شحاتة، ظن البعض أن الدماء ستفيق، يجتمع الفريقان من جماعة الإخوان المسلمين، يدخل أستاذ محمود حسين وحزبه فلا يسلم على دكتور أحمد عبد الرحمن وحزبه، يقف الدكتور يوسف القرضاوي في المنتصف ليصلي بالجميع، يصطف الجميع خلفه أمام ربهم، ولكن لا تصطف قلوبهم، تلقى الكلمات بعدها فينصرف فريق غاضبًا لما حدث.

وبينما كان صديق لي يرسل لي رسائلًا عن حال الإخوان بعد مقتل الدكتور محمد كمال، منبهًا لي أن هذه لحظة فارقة إن لم يدركوها فسيتمكن الأمن المصري من رقاب أبناء الثائرين من تلك الجماعة، كنت أود أن أرد عليه بالخير، ولكن.

وبينما لم تجف دماء الدكتور محمد كمال بعد في قبره، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بين شباب الفريقين من أبناء الجماعة حول حادثة صلاة الجنازة وما حدث فيها، وبدلاً من أن يكون الحديث كيف يكون القصاص، صار الحديث من كان المخطئ في حادثة صلاة الجنازة.

وبينما كان هذا هو حال أبناء جماعة الإخوان المسلمين، كان اللواء محمود عبد الحميد شعراوي رئيس جهاز الأمن الوطني يبتسم بمكتبه المحصن في مبنى جهاز الأمن الوطني الجديد وهو يقرأ تقرير يرصد ردود الأفعال تلك، كان مبتسمًا وهو يظن أن دماء محمد كمال قد ضاعت مثلما ضاعت دماء المجاهد محمد كمال الدين السنانيري.

أتعلمون ما المؤسف في هذا المقال؟

إنني اضطررت لكتابة هذا المقال وأنا لست من الإخوان ولم أنتم لها يومًا فكريًا أو تنظيميًا، بل وكنت من صغري لا أحب منهج الإخوان خصوصًا وقد نشأت وفدي الهوى قبل انكشاف خداعي فيهم.

اضطررت لكتابة هذا المقال، بعدما رأيت دماء الدكتور محمد كمال لم تجف بعد، بينما تناسى الإخوان وأبناؤهم هذا وانشغلوا في صراعات أخرى.

أتابع تلك المعارك التي لم تنعقد لدين الله ونصرته ونصرة المستضعفين من النساء والولدان، وأنظر إلى دماء الدكتور محمد كمال ورفيقه التي لم تجف بعد، وأشعر بالغضب والاشمئزاز، فهل تشعرون؟

ما الحل إذن؟

الحل أن تنظروا إلى درب أخيكم وتدرسوه وتعملوا به، وأنتم تعلمون دربه وتعلمون لماذا قتل، ووالله إنهم لأحيوه من حيث لا يعلمون، فإن أردتم أن تميتوه أنتم، فتخلوا عن دربه وميلوا لأصحاب الخنوع والمذلة ممن يظنون الإصلاح وهم يفسدون، ولكن هل تفعلون؟

اقيموا سرادقات عزائكم بأن تعملوا على نهج دكتور محمد كمال، وأن تعلوا إسلامكم فوق كل جماعة تحبونها لأنكم منها أو تكرهونها لأنها ليست منكم، ولتستعيد أمتنا مجدها بأن نمد أيدينا بيد بعض، نشد أزر بعضنا البعض، ونحن نحتسب ونصبر ونستبشر بقلوب قد تحابت في الله وأخذت بالأسباب، فوالله إن دين محمد ليشتاق لنا جميعًا كمسلمين لا كإخوان أو سلفيين أو تبليغيين أو غيرها من المسميات.

ووالله إن دين محمد ليشتاق لنا كمسلمين دون مسميات أدنى فرقتنا كثيرًا، ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته، قائلًا: “إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ”.

وختامًا إلى أخوتي الشباب والرجال والنساء من المسلمين، أحسن الله عزائكم في الدكتور محمد كمال بأن تكونوا خير خلف له.

اللهم نسألك أن ننصرك لتنصرنا، ونعوذ بك من أهل الإرجاء والانبطاح، ونعوذ بك من خائن بين الصفوف يمنح أكتافنا لأعدائنا، ونعوذ بك ممن ادعى الإسلام وهو لا يظن في اتباعه واتباع أوامرك إلا كل شر، ونعوذ بك من عالم سوء وعالم سلطان، ونعوذ بك من غضبك علينا، ونعوذ بك من الهم والحزن والكفر، ونعوذ بك من شقاء الاستبدال.

…………..

هيثم غنيم

انقلاب تركيا: مقارنة بين ليلتين

Standard

رابط المقال برابط غير محجوب على موقع نون بوست:

انقلاب تركيا: مقارنة بين ليلتين

رابط المقال على موقع نون بوست:

انقلاب تركيا: مقارنة بين ليلتين

13692696_10154094074646998_4192857521492704909_n

ليلة عصيبة قضاها الشعب التركي وقيادته وقضاها معهم الثائرون في بلدان الربيع العربي، بدأ الأمر يوم 15 يوليو 2016 في حوالي الساعة العاشرة مساءً برسالة من صديق يسألني عما يحدث في تركيا؟ كان ردي عليه بأنني لا أعلم ولكن بدأت مع رسالته الأنباء تتواتر عن نزول قوات الجيش في العاصمة السياسية التركية أنقرة والعاصمة الاقتصادية إسطنبول، تحدثت مع بعض الأصدقاء فأكدوا لي أن هناك اشتباكات تجري حرفيًا ومواجهات في أنقرة وأن هناك قصف تم من إحدى الطائرات المروحية، بعد قليل علمنا في إسطنبول أنه قد تم إغلاق جسري البسفور بقوات الجيش وتم إغلاق مطار أتاتورك وأن هناك قوات للجيش وصلت لميدان تقسيم، وتم الاستيلاء على التلفزيون الرسمي المتمثل بقنوات الـ TRT.

نظرت من نافذة منزلي فوجدت الجميع يحاولون الهروع إلى منازلهم بالسيارات، لا أحد يفهم ما يحدث والكل خائف، اتصلت بصديقين لي ممن لهم اتصالات مع الأتراك كانت إجاباتهم أنه ومن أصدقائهم الصحفيين الأتراك أو الحزبيين فإن الانقلاب قد نجح وأن الأمر قد تم، كانت أصواتهم حزينة واجمة، أغلقت معهم لأتواصل مع صديق يعيش في تركيا منذ سنوات طويلة فقال لي الأمر لم ينته بعد ولكن ابق بمنزلك أنت وأي أجنبي لأنه سيتم الحشد لتظاهرات وسيكون هناك سلاح واستعداد للاشتباك وأنتم لا تعلمون طبائعنا هنا ولن تستطيعوا التصرف.

كانت الرسائل تنهال عليّ من بعض الأصدقاء بالخارج تأمرني بالسفر ومنهم من هم بحجز تذكرة طيران لي حتى أسافر فور فتح حركة الطيران، بينما كان هذا يتم كنت أفكر في تداعيات الأمر وحتمية الصراع وحكمة الله في الأمر، كانت ملاحظتى الأولية هي شدة خوف المسلمين في تركيا وسوريا ومصر وليبيا والعراق وتونس والكثير في كل مكان، فالمسألة ليست مسألة أردوغان، المسألة أكبر وأعمق من ذلك في صراعنا الذي نخوضه ضد قوى الاحتلال الخارجي وأذرعها الداخلية في بلداننا.

وبينما أنا كذلك إذ بدأت في سماع أصوات سيارات كثيرة تمر من جوار منزلي فنظرت فوجدت عشرات السيارات تندفع من داخل المناطق السكنية باتجاه الطرق الرئيسية في غضب، ترافق هذا مع ظهور الرئيس التركي بكلمة بثها عبر برنامج إلكتروني وعلى قناة خاصة يأمر فيها الشعب بالنزول والاندفاع للميادين سريعًا.

كانت الكلمة بهذا المنظر تعني لي نجاح الانقلاب في السيطرة على مقاليد الحكم بتركيا وأن الصراع الآن قد تحول لصراع وقت والغلبة للأسرع والأحسم في التحركات، بعد الكلمة نزل الشعب التركي للشوارع وخرجت قوى المعارضة لتدعم موقف أردوغان بعدما تبين لهم أنه لم يتم القبض عليه بعد.

ظننت في البداية أن مهما كان التحرك فإنه سيتم القضاء عليه لوجود سلاح ضد المتظاهرين المدنيين، ولكن ما لبثت أن رأيت عند صديقي الذي يعيش هنا في تركيا صورة نشرها لخروج الأتراك بسلاح من منازلهم، حينها فهمت معنى رسالته السابقة لي.

في نفس الوقت بدأت القوى المؤيدة لأردوغان في التحرك داخل الأجهزة الأمنية (قوى الشرطة وقواتها الخاصة وقوى الاستخبارات) وقاموا بالالتحام بالشعب والجموع الغاضبة بلباسهم العسكري والمدني، وتحركت الأجهزة المحلية “البلديات” المؤيدة للحزب الحاكم بسيارات جمع القمامة وغيرها فقامت بإغلاق الطرقات لعرقلة تحرك قوات الجيش، وبدأت الجماهير تتجه باتجاه الأماكن التي تم الاستيلاء عليها لمواجهة قوات الجيش، لتبدأ المواجهات ويتدخل سلاح الطيران ضد المتظاهرين ويسقط عشرات القتلى.

وفي تقسيم أطلقت قوات الجيش الرصاص الحي على المتظاهرين ليسقط قتلى من المتظاهرين أيضًا ومنهم سيدة محجبة كانت صورتها وهي مضرجة في دمائها وقد فاضت روحها لبارئها كفيلة بإغضاب نفوس من رأها.

أدركت من تواتر الأنباء أن الوضع في أنقرة يسير لصالح قوات الانقلاب ولكنه في إسطنبول لا يسير لصالحهم خصوصًا لما أراه من سرعة تحرك المعارضين للانقلاب، أثناء هذا بدأت مساجد تركيا تصدح بالآذان وتدعو للحشد وورأيت بعينى مظاهرة بالسيارات تتحرك وأمامها سيارت للمطافئ تتصدر لحمايتها.

كل هذا ترافق مع انتشار تصريح لأردوغان أن من نزل من قوات الجيش للانقلاب لا يمثل الأتراك ويجب السيطرة عليهم.

بعد ساعتين من تصريحاته كانت الصورة تتضح لي أكثر وملخصها:

– وجود رضاء عربي على الأمر أو صمت في أحسن أحواله، ولعل المتابع لقناة سكاي نيوز الإماراتيه يعلم كيف كانت الإمارات سعيدة بما يحدث، بينما عكست قناة العربية توازن مزيف يميل في حقيقته لدعم الانقلاب بتركيا.

–  أن أنقرة خارج السيطرة وليست آمنة كنقطة مواجهة.

–  أردوغان يدرك أن النصر ليس بالاتصالات الخارجية أو التعويل على القوى الدولية أو الإقليمية، بل النصر يأتي من الداخل فقط.

–  يجب خلق نقطة حاضنة قوية له وأن إسطنبول أفضل الأماكن.

–  من أجل ذلك يجب شحذ الجموع وتوجيه غضبها تجاه نقاط محددة للسيطرة عليها ودعمها بقوى مسلحة ممن يؤيد أردوغان من قوات الشرطة والاستخبارات للحسم الفوري.

وهذا ما تم بالفعل، اشتباكات مسلحة جرت في أكثر من مكان بإسطنبول وجماهير غاضبة تفتك ضربًا بأي رجل عسكري من قوات الانقلاب يقع تحت أيديهم، لتبدأ الأخبار في التواتر عن نجاح اقتحام مطار أتاتورك وانسحاب قوات الجيش منه، وتحرير العديد من المقار الأمنية بإسطنبول بل وتحرير مقر قنوات الـ TRT الرسمية، وتسريب صور وفيديوهات عن كيف يتعامل جموع الشعب مع الانقلابيين وكيف تحاول قوات الشرطة والاستخبارات الموالية لأردوغان حماية العسكريين من غضب الجموع الشعبية الغاضبة، ليظهر أردوغان بعدها في إسطنبول وسط جموعه ورجاله ومركز قوته.

بدأت الليلة بخوف ووجل أصاب الجميع خصوصًا وقد بدا أن الانقلاب قد نجح وبحزم بتركيا، ولكن كانت مكالمة لأردوغان لقناة خاصة والتي كان لملخصها الاشتباك ومحاولة الحسم المضاد تأثير آخر في دفع الجموع بغضب ليتلقفها رجال أردوغان في الشرطة والاستخبارات وقوات أخرى تتبعه ليندمجوا بين الجموع وبأوامر حاسمة بوجوب الحسم.

تأثير القيادة كان واضح ليلة أول أمس ولم تكن هناك أيدي مرتعشة تحرك المشهد، الرسائل كانت واضحة من الطرفين وملخصها “نحن أو أنتم حياة أو موت”.

مشهد استعادة قناة ال TRT ورفض العسكريين بالداخل الانصياع لأوامر ضباط الشرطة بالاستسلام ثم اندفاع الجماهير لداخل القناة يوضح لك كيف تم فهم سيكولوجية الجماهير وكيف تم تحريكها بشكل فعال وسريع مع دعمها بقوات نظامية مدربة.

تم استغلال الإعلام بشكل جيد في الحرب النفسية وكان هناك تعمد لإظهار القوات العسكرية وهي تهان وتبكي ويتم ضربها من قبل المواطنين بل إظهارهم مكبلين بالأصفاد وبشكل مذل، بل وصل الأمر بنشر قيام قوات عسكرية تابعة للانقلاب بخلع ملابسها كلها ماعدا قطعة داخلية واحدة وخروجهم بهذا الشكل للاستسلام.

وكرد فعل للمعركة الداخلية تغير الموقف الدولي لتبدأ رسائل دعم أردوغان والديمقراطية في الظهور.

ما حدث ليلتها ليس النهاية فلا تركنوا للاطمئنان، فالعدو لن يستريح والمعركة بين الخير الشر لن تنتهي أبدًا والأكثر انتصارًا فيها هو من يعلم دومًا أن المعركة مستمرة ومتأرجحة لمن يأخذ بالأسباب بشكل أفضل وأسرع من الطرف الآخر.

بدأت ليلة حزينة وانتهت سعيدة ولكنها أظهرت عوار الكثيرين بشكل كاشف.

أظهر المشهد أثر القيادة وأثر وجود قوات موالية لك، وأظهر فائدة الحاضنة الشعبية وقوتها في قلب الموازين إذا تم توجيهها بقيادة واعية فعالة حاسمة وتم تدعيمها بقوات مسلحة تدافع عنها وتحسم من خلالها.

مشهد ليلة الانقلاب وما فعله الشعب التركي يذكرني بيوم الجمعة 16 أغسطس 2013 حينما نزلت جموع الشعب المصري وبأعداد مهولة جدًا في الكثير من المحافظات المصرية، ثورة على مجزرة رابعة العدوية ولإزاحة العسكر، يومها وفي بعض المحافظات استولت الجموع الغاضبة وبأيديها العارية على أسلحة ومدرعات وسيطرت على مراكز أمنية بل ومديريات أمن رئيسية، ولكن الفرق كان في القيادة.

أقول هذا لمن كان همه خلال الساعات الماضية أن يخرج همه في سب الشعب المصري ويضعه في مقارنة ظالمة مع الشعب التركي، أقول لهؤلاء: لا تلوموا الشعب المصري فإن الشعب التركي لم تتركه قيادته لوسائل إعلام تزيف وعيه وتحشده ضده بعد ثورة.

الشعب التركي كان لديه قيادات لم تترك الجموع الثائرة تائهة لا تعرف ماذا تفعل بعد أن وصلت ميدان رمسيس يوم الجمعة 16 أغسطس 2013، الشعب التركي لم يكن لديه قيادات تفاوض الأمن كي تعيد له المديريات والمراكز الأمنية التى استولت عليها جموع الثوار، الشعب التركي لم يكن لديه قيادة ضعيفة كانت تترضى على العسكر قبل الانقلاب عليها، ولم يكن لديه نخب من الحمقي تدعو لانتخابات رئاسية مبكرة والنزول مع قوات الجيش والشرطة يوم 30 يونيو.

الشعب التركي لم يكن عنده باسم يوسف ويسري فودة ويوسف الحسيني ولميس الحديدي وغيرهم، الشعب التركي لم يكن لديه نخبة مزيفة لا تحمل هم الثورة بحق مثل الدكتور البرادعي والدكتور عبد المنعم، الشعب التركي لم يكن لديه حركات “ثورية” تنظر تحت قدميها بسطحية شديدة مثل حركات 6 أبريل أو الاشتراكيين.

لذلك ولذلك كله لا تظلموا الشعب المصري بوضعه في مقارنة غير عادلة مع الشعب التركي.

وختامًا اعلموا أن الأمر لم ينته وأن الأمر لم يعد صراعًا ثوريًا أو صراعًا على الكراسي أو على ما يسميها البعض ديمقراطيه، الصراع صراع تغيير حضاري يحاول النظام العالمي الذي أُرسيت قواعده من بعد الحرب العالمية الثانية الانتصار فيه.

ولينصرن الله الحق إن آمن به أهل الحق وعملوا على الأخذ بأسبابه.

………..

هيثم غنيم

16 يوليو 2016

الميسترال .. القدرات والأدوار، أهم عيوب ومزايا ‫‏السفينة وتسليحها

Standard

رابط البحث على موقع المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية:

الميسترال .. القدرات والأدوار

الميسترال

تمهيد:

أقل من عام هو الفارق الزمني بين اعلان باريس في سبتمبر 2015 ([1]) الإتفاق مع القاهرة على بيع حاملتى الطائرة ميسترال وبين رفع إعلان جريدة الأهرام الرسمية يوم الأربعاء 1 يونيو خبر استعداد مصر يوم 2 يونيو 2016، لإستلام حاملة الطائرات التي أطلقت عليها مصر اسم “جمال عبدالناصر” من طراز ميسترال الفرنسية، بعد الانتهاء من تدريب طاقمها في شهر مايو2016، لتصبح مصر أول دولة فى الشرق الأوسط تمتلك حاملة طائرات من هذا النوع ([2])، على أن يتم تسليم الحاملة الثانية والتى سيطلق عليها اسم “أنور السادات” نهاية العام الحالي، وقد ترافق هذا مع اعلان الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية عن قيام الفريق أول / صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى على رأس وفد عسكرى رفيع المستوى يتضمن الفريق أسامة منير ربيع قائد القوات البحرية المصرية بالسفر إلى العاصمة الفرنسية باريس فى زيارة رسمية تستغرق عدة أيام فى إطار دعم التعاون المشترك بين جمهورية مصر العربية ودولة فرنسا وإستلام حاملة الطائرات المروحية الجديدة الميسترال ([3])، فما هي حاملة الطائرات ميسترال وماهو تسليحها والدور القادم المتوقع لها في معادلة الصراع في منطقة الشرق الأوسط؟

أولاً: حاملة الطائرات الميسترال Mistral

هي سفينة هجوم برمائية Amphibious Assault Ships  تستخدم في الابرار والقيادة، من فئة حاملة طائرات هليكوبتر بتصنيف “LHD”([4])، ولكنها ليست مؤهلة لإستقبال طائرات حربية نفاثة ولو بإقلاع عمودي على سطح الحاملة، وقد تم تصنيع 5 من فئة الميسترال حتى الآن وهم Mistral (L9013) ، وTonnerre (L9014) ، وDixmude (L9015) ، و(1010) Sevastopol والتى سميت لاحقاً بجمال عبد الناصر، و(1020) Vladivostok والتى سميت لاحقاً بأنور السادات، وتصل السفينة الأولى “جمال عبد الناصر” مصر يوم 22 من شهر يونيو 2016، وسيتم تنظيم استقبال حافل لها عند وصولها قاعدة رأس التين البحرية بالأسكندرية، بينما ستصل الحاملة الثانية في سبتمبر 2016.

وقد تم البدء في بناء أول قطعة من الميسترال في سنة 2001 ليعقبها بناء قطعة أخري، كي يتم احلالهم سنتى 2004 و2005 محل سفينتي الإبرار المائية وحاملة الطائرات العمودية من نوعي Ouragan  و Orage، والشركات التى قامت ببناء السفينة هما STX  وDCNS.

ونتيجة للأزمة في شبة جزيرة القرم والتدخل الروسي في شرق اوكرانيا قامت فرنسا وبضغط من حلفائها في حلف الناتو بالغاء الصفقة العسكرية المبرمة مع الجانب الروسي والمتعلقة بتوريد سفينتى ميسترال، وشكل هذا الإجراء أزمة للجانب الفرنسي من وجهين الأول فيهم الغرامة الناتجة عن إلغاء الإتفاق وايضاً تكلفة صناعة السفينتين والأهم مصداقية فرنسا في تصدير الأسلحة المتعاقد عليها في المستقبل.

تم وضع قائمة بالمرشحين لشراء السفينة وكان أبرزهم الصين التى تم استبعادها لاحقاً، ليصبح الاختيار قائم بين كندا والبرازيل وماليزيا وفيتنام ومن الشرق الأوسط السعودية ومصر، كانت الإشكالية الفرنسية في رغبتها في ايجاد مشتري سريع لتعويض حجم الفاتورة التى ستخسرها فرنسا.

في 23 سبتمبر 2015 أعلنت الحكومة الفرنسية استحواذ مصر على الصفقة، مما اثار نقاش حول تداعيات وتأثير هذا الأمر بشكل جيو سياسي، حيث يمثل استحواذ مصر على السفينتين نقلة بحرية كبرى لها ويمكنها من ايصال قواتها لمساحات لم تكن تستطيع أن تصل اليها من قبل، ووفق موقع Foreign Affairs ستكون البحرية المصرية بعد انضمام تلك السفينتين من أهم القوى فى المنطقة، وقادرة على حرب على مسافات أبعد بكثير من ذى قبل ([5]).

على الجانب الآخر كان هناك مفاوضات أولية على بعض نظم الاتصال الروسية التى تم تركيبها على السفينتين، ولكن (ووفق جريدة الأهرام الرسمية المصرية) تم سحب كل أنظمة الاتصال الروسية التى كانت السفينتان مجهزتين بها بالأساس وإعادتها الى روسيا وتم تثبيت الانظمة الجديدة للبحرية المصرية ([6]).

ولكن مصر تعاقدت مع الجانب الروسي على شراء طائرات هيلكوبتر من طراز KA-52K وهو طراز بحري تم تخصيصه من أجل الميسترال حيث تستطيع السفينة حمل في حدود 16 طائرة من هذا الطراز، ووفق موقع Defense News ([7]) فإنه من المتوقع وصول الطائرات في نهاية عام 2016 وحتى نهاية عام 2017.

ثانياً: مواصفات الميسترال ([8])

المستوى الأول: المواصفات الفنية للسفينة الحربية طراز ميسترال:

1- الإزاحة 22000 طن (حمولة كاملة).

2- الطول الكلى 199 مترًا.

3– العرض 32 مترًا.

4- السرعة 19 عقدة.

5- الارتفاع 58 مترًا.

6- مدى الإبحار 30 يومًا بمدى 10000 ميل بحرى.

7- الطاقم 30 ضابط + 140 درجات أخرى.

المستوى الثاني: الأسطح: تنقسم السفينة إلى 12 سطحًا منهم 5 أسطح لتحميل الطائرات ومركبات القتال كالآتى:

1ـ سطح الطيران الرئيسى: به 6 نقاط إقلاع وهبوط للطائرات الهل.

2ـ هنجر الطيران : يسمح بتخرين 12-16 طائرة هل طبقًا للحجم والحمولة، أو 35 مركبة مدرعة.

3ـ سطح المركبات العلوى: يسمح بتحميل 70 عربة مدرعة أنواع.

4ـ سطح المركبات السفلى: يستخدم لتحميل المركبات والمجنزرات من 6 إلى 9 دبابات طبقًا للحمولة.

5ـ هنجر الوسائط (الحوض): يتسع لتحميل وسيطتى إبرار طراز (LCM) + وسيطة إبرار طراز (L- CAT).

المستوى الثالث: إمكانيات وقدرات السفينة الحربية طراز ميسترال:

1- السفينة قادرة على تحميل من 450 إلى 700 فرد بمعداتهم طبقًا لمدة الإبحار.

2- السفينة قادرة على تحميل وسائط الإبرار طراز (LCM) و(L- CAT) للإنزال السريع (تتواجد بالسطح السفلى المائى لنقل الأفراد والمدرعات والدبابات).

3- السفينة مجهزة للعمل كمستشفى بحرى، حيث أن أقسام المستشفى منتشرة على مساحة 750م2، تستوعب (غرفتى عمليات – غرفة أشعة إكس – قسم خاص بالأسنان وأحدث جيل من المساحات الإشعاعية – 69 سرير طبى). ويمكن استخدامها كقاعدة اخلاء بحرية للمصابين في المعارك حيث انها مجهزة بغرفتي عمليات،غرفة أشعة، وعمليات التصوير بالموجات فوق الصوتية “Ultrasonography”، وعيادة اسنان، و20 غرفة للمرضى، و69 سرير طبي منهم 7 أسرة مخصصة للعناية المركزة، بالإضافة إلى وجود 50 سريرا اضافيا مخزنين احتياطيا حيث يمكن تنصيبهم في هناجر المروحيات في حالات الطوارىء لزيادة الاستيعاب الاقصى للمصابين .

4- القدرة على إخلاء حتى 2000 فرد طبقًا للمساحة المتيسرةـ، بإجمالى مساحة 2650م2، كما تستطيع نقل العديد من الآليات بشكل عددي كبير.

5- القيام بعمليات الإنزال البحرى، وأعمال النقل البحرى الإستراتيجى، ومهام الإخلاء وتقديم أعمال الدعم اللوجيستى للمناطق المنكوبة، وتقديم العلاج الطبى المؤهل لقوات التشكيل.

6ـ مركز قيادة متقدم لتوجيه وتنسيق العمليات القتالية البحرية والبرمائية، والتنسيق بين القطع البحرية والقوات الجوية ومراكز القيادة والسيطرة والانذار المبكر المحمولة جوا، نظراً لاحتوائها على نظم معلوماتيه وقيادة وسيطرة وتحكم ابرزها “SENIT 9” و”SIC 21″، لذلك هي تعتبر سفينة ابرار وقيادة.

7ـ حاملة مروحيات وناقلة قوات مشاة ومدرعات وهو ما يعطيها فاعلية كبري في مسارح العمليات الساحلية.

8ـ المشاركة في مهام حربية اقليمية أو دولية ([9])، ففي حرب لبنان 2006، كانت الميسترال احد اربع سفن فرنسية تم نشرها وكان على متنها 650 عسكري و85 مركبة مدرعة، وتم اجلاء 1375 لاجىء، وشاركت السفينة الثانية من فئة ميسترال “Tonnerre” في كوت ديفوار في عملية ليكورن 2007([10])، وشاركت بمهمة انسانية في خليج غينيا وساهمت في رصد وواعتراض شحنات تهريب موادة مخدرة كوكايين، 2008، والمشاركة بالمساعدة في الكارثة الإنسانية التى تعرضت لها بورما عن طريق ايصال امدادات ومساعدات غذائية، وشاركت عام 2011 في اطار الثورة الليبية اعلن وزير الخارجية الفرنسية نشر حاملة الطائرات Tonnerre أمام السواحل الليبية انفاذ لقرار الامم المتحدة رقم 1973 ([11]).

وتظهر الصور التالية شرح هيكل السفينة وتقسيماته ([12]):

الشكل الأول:

1

الشكل الثاني:

2

الشكل الثالث:

3

ثالثاً: الميسترال وصفقات التسليح المصرية المرتبطة:

لعل أبرز الصفقات المرتبطة بشكل معلن ومباشر بالميسترال هي صفقة الطائرات المروحية الروسية KA-52K ([13])،  وهي مروحية مستنسخة من المروحية الروسية KA-50 ذات المقعد الواحد، ولكن المروحية KA-52K تتميز عن سابقتها بمقدمة الجسم الموسعة وقمرة القيادة بمقعدين قاذفين لقذف الطيارين للخارج في حالة حدوث أي خلل أو استهداف للمروحية، بالإضافة إلى أن قمرة القيادة في المروحية مدرعة، وكان قد تم بدء تصنيع نسخة تجريبة منها للميتسرال سنة 2012 ([14]). ويبلغ  مدى الطيران العملي  للمروحية مع الوقود في الخزانات الداخلية  520 كيلومترا، بسرعة طيران 300 كلم/ساعة.

وتتميز المروحية بغياب مروحية الذيل حيث تعتمد الطائرة على مروحيتين عموديتين يدوران عكس بعضهما البعض، مما يعطيها قدرة أكبر على المناورة والإشتباك حيث تستطيع الدوران حول محورها الرأسي في وضع التحويم لدرجة 180 درجة، بالإضافة إلى وجود مدفع سريع الرمي، و6 نقاط للتحميل في الحمالة تحت الجناحين، ويمكن أن تركب فيها صواريخ موجهة مضادة للدبابات وصواريخ غير الموجهة وصواريخ ” جو – جو”، ومدافع رشاشة وقنابل من مختلف الاعيرة، بوزن إجمالي للوسائل النارية المركبة بالحمالات تحت الجناحين 2000 كيلوغرام، ليس هذا فحسب بل تركب في المروحية مجموعة الكترونية بصرية تسمح بتحقيق الدلالة على الاهداف للمروحيات التي تطير ضمن مجموعة واحدة ([15])، والمروحية ظهرت في بعض المهام الحربية على الأراضي السورية في سنة 2015 ([16]).

ولكن وبالبحث وجدنا أن مصر تعاقدت مع شركة “التكنولوجيات الإلكترونية الإشعاعية” لتسليم القاهرة بمنظومة President-S الخاصة بالتشويش الإلكتروني، وهي منظومة جوية روسية تركب على الطائرات السمتية ومنها فئة “KA-52K” وهي مخصصة للتشويش على الصواريخ المزودة برؤوس توجيه ذاتي وتعمل بالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية، والضوئية والرادارية، ويمكن للمنظومة أن تشوش و”تعمي” صاروخين منفصلين، بحيث تحمى  الطائرة من صواريخ الدفاع الجوي الموجهة ومن صواريخ ” جو- جو” الموجهة ([17]).

ومن مميزات هذه المروحية قدرتها على قيادة سرب من المروحيات، ولعب دور مركز القيادة الذى يحدد ويوزع الأهداف على المروحيات الأخرى فى السرب، حيث تستطيع طائرة واحدة قيادة سرب كامل من مروحيات الأباتشى، كما تستطيع توجيه النيران الأرضية فى الاتجاهات المعادية وتصحيح نسبة دقة إصابتها([18]).

على صعيد آخر تحتاج الميسترال لمجموعة قتالية مرافقة، تتنوع مهامها ما بين حماية السفينة وبين المهام القتالية الأخرى، ومنها مدمرة دفاع جوي لكل حاملة، لتأمينها ومهام الرصد والحرب الالكترونية، بالإضافة إلى فرقاطات متعددة المهام “دفاع جوي+مكافحة غواصات”، لتكوين مظلة انذار مبكر فعالة وحماية ذاتية للمجموعة القتالية، وهذا ما يفسر حصول مصر على الفرقاطة الفرنسية متعددة المهام “FREMM Class Frigate” ([19]) ولقد حصلت على النسخة المخصصة لمكافحة الغواصات ولكن مازال التعاقد ووصول المروحية NH90 وصواريخ MU90 المتخصص في تتبع وتدمير الغواصات غير واضح، بالإضافة لسفن كورفيت متعددة المهام وهو ما يفسر شراء مصر للكورفيت جويند ([20])، بالإضافة لسفينة دعم وامداد لكل مجموعة قتالية، ويمكن تعويض غياب بعض القطع مثل المدمرة بزيادة قطع أخرى.

رابعاً: مشاكل متوقعة للميتسرال:

رغم الامكانات الفنية الكبيرة التي تتمتع بها المسيترال والتجهيزات الفنية الضخمة التي ترتبط بها، إلا أنها تصطدم بعدة معوقات مهمة، من بينها:

1ـ نقص الخبرة التشغيلية للجانب المصري على هذا النوع من السفن بشكل عام، وقلة خبرة البحرية المصرية في الإبحار في المحيطات، عكس البحرين الأبيض والأحمر، وصعوبة التعامل مع التكنولوجيا المعقدة الخاصة بالسفينة.

2ـ قدرة الميسترال على الحياة والتعامل مع تغيرات البيئة البحرية، والقدرة على توفير اعمال الصيانة الدائمة والملائمة للحفاظ على جاهزية السفينة في أعلى معدلاتها.

3ـ احتمالية تعرضها لهجمات في حالة عبورها لقناة السويس أو قربها من شواطىء في ظل تدريعها الخفيف نظراً لبنائها وفق معايير تجارية أكثر منها عسكرية، لذلك تحتاج دائماً سفن حماية قتالية.

4ـ وفق موقعGlobal Security ، فإن أعضاء في الخدمة البحرية الفرنسية يعتقدون أن الميسترال صممت بشكل معقد، وأنها محملة بشكل زائد بالمعدات الكهربائية والإلكترونية، مما يؤدى لمشاكل في الخدمة وإصلاحات مستمرة، بالإضافة لشكاوي متعلقة بقدرتها في البيئات البحرية المختلفة ([21])، وهي عيوب أدت وفق للموقع إلى فشلها في النجاح في العطاء الاسترالي لشراء سفينة إنزال جديدة والذي فاز فيه  فاز في نهاية المطاف شركة Navantia بسفينة من نوعية Juan Carlos I (L61).

خامساً: مصر والميسترال: استخدامات محتملة

لعل النظر في تصريحات الفريق أسامة ربيع قائد القوات البحرية المصرية للصحفيين على متن حاملة الطائرات الميسترال يوم استلامها في الميناء الفرنسي، تحدد بعض ملامح الدور القادم للسفينة الميسترال وصفقات التسليح البحرية المرتبطة بها، حيث قال الفريق: “كل يوم تزيد قدراتنا القتالية، كل يوم نضيف وحدة جديدة تضيف لقدرتنا وقدرات القوات العربية مكسب وإضافة وتأمين وحماية للدول العربية ومصر”، وأضاف: “إن القطعة البحرية الجديدة “ستزيد من قدراتنا القتالية والكفاءة العالية لتنفيذ مهام لمدد طويلة في البحر، وستمكننا من تنفيذ مهامنا أمام سواحلنا وأمام السواحل الأخرى لو احتاج الأمر وطبقا للأوامر”([22])

وأضاف “التحديات الأمنية التى شهدناها خلال السنوات الخمس الماضية فرضت علينا استراتيجية للتطوير والبناء لتحديث كافة الأفرع الرئيسية، لمواجهة الإرهاب وتأمين المصالح الاقتصادية” ([23]).

ووفق ما رصدناه من ظروف شراء الحاملة ومواصفاتها وتاريخ الحاملة ومهامها، والموافقة الروسية عليها وعدم الإعتراض الأمريكي عليها، بل وعدم الإعتراض الإسرائيلي أيضاً على الصفقة رغم ما تمثله من تطور بحري لمصر كبير في الناحية العسكرية، وأيضاً مسألة تمويل الصفقة من قبل الجانب السعودي ومدى امكانية ربط ذلك بانشاء قوة عربية مشتركة، فإن الإستخدامات المحتملة لحاملة الطائرات الميسترال المصرية ستكون كالتالي:

1ـ المشاركة في القوة البحرية العربية المشتركة لتكون من مرتكزاتها خلق توازن بحري مضاد ضد القوة العسكرية الإيرانية المتزايدة، وهي القوة التى تمثل هاجس وقلق شديد لدول الخليج في ظل التقارب الأمريكي الإيراني الحادث، وضعف القدرة القتالية للقوات الخليجية مجتمعة إذا ما قورنت بالجانب الإيراني. ففي القمة العربية ال 26 اتفق الرؤساء العرب على انشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، ليعقب ذلك اعلان القاهرة ([24]) بين السيسي ومحمد بن سلمان بتاريخ 30 يوليو 2015، حول مسألة بناء قوة عسكرية عربية مشتركة، تلك القوة تعتمد في اساسها على قوات تدخل سريعة الإنتشار وهو ما يوجد احتياج لوجود منظومة نقل جوي وبحري يتم تطويرها، ومن هنا يمكن تفسير أحد أوجه اهتمام مصر بشراء الميسترال حيث يقدم النظام المصري نفسه بصفته أحد حماة حدود دول الخليج بشكل عسكري، ومن هنا نستطيع تفسير الدور السعودي المساهم في تيسير هذه الصفقة كما جاء ضمن تقرير لموقع Global Security ([25]) عن السفينة، وذكر فيه أن الصفقة تمت بدعم سعودي، وأن السفينتين ستستقر إحداها في البحر الأبيض المتوسط والثانية ستستقر في البحر الأحمر. وهو ما أكدته وكالة الأنباء الفرنسية نقلاً عن مصدر حكومي فرنسي أن السعودية ستشارك في تمويل شراء السفينتين، حيث ذكر المصدر إن “التمويل السعودي سيكون كبيرا” ([26])، وهو ما اشارت اليه أيضاً صحيفة الليموند الفرنسية أيضاً ([27]).

2ـ تأمين باب المندب والمساهمة في العمليات العسكرية السعودية الجارية في اليمن كسفينة قيادة وابرار قوات ومستشفي ميداني، وايضاً في ما يسمي على الحرب على الإرهاب حيث خفت وتيرة المواجهات في جبهات القتال مع الحوثيين وتم تحويل جزء من المجهود الحربي للسيطرة التامة على اليمن الجنوبي من قبل قوات التحالف العربي والقضاء على الفصائل الإسلامية المصنفة على قوائم الإرهاب الأمريكية مثل القاعدة وغيرها من فصائل ممن ينتمون للسلفية الجهادية.

3ـ المشاركة في الحد من أعمال القرصنة المنطلقة من الصومال، بالإضافة إلى لعبها دور مع قوات الأميصوم ودعم حكومة مقديشيو والقوات الأثيوبية في حربها ضد حركة شباب المجاهدين الصومالية، في ظل عمل النظام المصري كي يكون شريك أقليمي فعال في الحرب على الإرهاب، وايضاً الإستغلال السياسي لهذا في تعظيم الدور المصري في افريقيا، وقد يستخدم في مسألة مياه سد النهضة مع أثيوبيا.

4ـ المساهمة في مراقبة السواحل الليبية للحد من الهجرة غير الشرعية لأوربا عبر ايطاليا والتى تعتبر فرنسا أكبر المتضررين منها، بالإضافة للعمل على مراقبة تنفيذ القرار الدولي رقم 2292 بخصوص حظر السلاح بليبيا، والذي يجيز تفتيش السفن في عرض البحر قبالة سواحل ليبيا بالقوة، بحثا عن أسلحة مهربة، للتصدي لعمليات تهريب الأسلحة والتى يتخوف من وصولها لأيدي التنظيمات الإسلامية المناوئة لحكومة الليبية الحالية ([28])، وأيضاً المساعدة في عمليات ابرار قوات وقيادة عمليات سريعة على السواحل الليبية كجزء من فرض الحل السياسي الدولي على الأطراف المتنازعة في ليبيا.

5ـ لعب دور فعال في صراع حقول البترول والغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط  والمتشارك فيه عدد من الدول ومنها “قبرص اليونانية، تركيا، اليونان، لبنان، اسرائيل”، في ظل احتمالية تطور هذا الصراع لصراع عسكري اقليمي إذا لم يتم التوصل لاتفاق مُرضِ لتقسيم الحدود الاقتصادية لجميع الأطراف.

لكن هنا يبرز تساؤل حول عدم معارضة اسرائيل لاتفاقية الميسترال خصوصاً إذا نظرنا إلى ما قاله السفير إبراهيم يسري المدير السابق لإدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية بالخارجية المصرية، أن الولايات المتحدة تسعى إلى تشكيل تحالف إقليمي يشمل إسرائيل وقبرص ومصر واليونان، في اطار تعليقه على صراع الغاز والنفط ([29]).

بل إن الصورة تزداد وضوحاً إذا علمنا أن اسرائيل قد تعاقدت مع اليونان على بيعها غاز بعد اكتشافاتها في الفترة الماضية، ومحاولتها استغلال الأزمة اليونانية في الوصول لأسواق أوربيه أخرى، أيضاً بالنسبة لقبرص فإنها تريد أن تتحول إلى مركز يستقطب صناعة الغاز الاسرائيلية بهدف توزيعه من أراضيها، وقد أبرمت اتفاقاً مفاجئاً مع اسرائيل، يتيح للأخيرة أن تكون شريكة في أعمال التنقيب عن الغاز والنفط مقابل سواحل قبرص([30]).

بل وفي تطور أزمة الصراع السورية والأزمة التركية الروسية فإن هناك مساحة من تلاقي المصالح بين النظام المصري والروسي قد يتم استثمارها ضد الجانب التركي كوسيلة من وسائل الضغط، هذا مع الوضع في الاعتبار مساحة التقارب الروسي الإسرائيلي المتزايدة، والمسألة القبرصية واليونانية([31]).

6ـ استخدامها كسفينة نقل وابرار قوات في اى معارك محتملة في شمال شرق سيناء أو في قطاع غزة وإن كان الإحتمال هذا يضعفه البعض بشكل كبير لعدم الحاجه لإستخدام قوات قادمة من البحر في ظل امكانية نقلها برياً وعدم وجود عوائق لذلك.

7ـ العمل كناقلة مدرعات ونشرها في مناطق العمليات، وخصوصاً في نقل المنحة الأمريكية من المركبات المقاومة للألغام والمضادة للكمائن  (MRAP)، حيث وصلت الدفعة الأولى من تلك المنحة لمصر، ومن المنتظر استكمال بقية وصول الدفعات ليكون عدد المدرعات المستلمة 762 مركبة مدرعة سوف تستخدم في مجال مكافة الإرهاب ([32]).

8ـ تأمين البحر الأحمر والمساهمة في ضمان عدم حدوث أعمال تسلل من سيناء والقيام بهجمات بحرية تستهدف السفن الإسرائيلية أو ميناء ايلات الإسرائيلي، والقيام بأعمال إبرار قوات سريعة التدخل في مناطق العمليات المحتملة في سيناء، في ظل ما نُقل عن وسائل اعلام اسرائيلية بأن سلاح البحرية الإسرائيلي يتخذ اجراءات مشددة لإحتمال تنفيذ هجوم ضخم يستهدف مدينة أم الرشراش “إيلات” ويكون مصدره سيناء ([33])، وهو تخوف اكدته صحيفة معاريف الإسرائيلية من حدوث عملية مسلحة تنطلق من سيناء باتجاه مدينة إيلات الساحلية في ظل تخوف في الأوساط عسكرية إسرائيلية من قيام المسلحين بالتسلل إلى إيلات واحتجاز رهائن إسرائيليين، وأن تدريب إسرائيلي بحري واسع النطاق قد تم تنفيذه لمواجهة عدد من السيناريوهات العسكرية، وذلك في أعقاب سخونة الأوضاع الأمنية داخل سيناء([34]).

خاتمة:

من المهم العمل على تطوير منظومة التسليح في الجيش المصري، ومن المهم الحرص على شمولية هذه المنظومة من حيث التدريب والتأهيل والصيانة والتنوع في المصادر، بل والعمل على توطين هذه المنظومة من خلال التوسع في التصنيع العسكري المحلي، ولكن الأهم هو ارتباط هذه المنظومة بالأمن القومي المصري ومهدداته الأساسية، وترتيب الأولويات فيما يتعلق بهذه المهددات، وليس ارتباط هذه المنظومة بدور وظيفي يتم فيه استخدام هذا الجيش كشرطي في المنطقة، تستخدمه عدد من الأطراف الإقليمية والدولية بما يحقق أهدافها ويؤمن مصالحها، حتى لو كان ذلك في جانب منه على حساب المصالح الوطنية المصرية، وهو ما كشفت عنه حالة التوسع فى التسليح في وقت تعاني فيه الدولة المصرية من تهديدات واختلالات استراتيجية، سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، تفاقمت بعد 3 يوليو 2013.

…………………………….

هيثم غنيم

22 يونيو, ٢٠١٦

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) Egypt agrees to buy warships built for Russia from France, BBC, Retrieved 23 September 2015

[2] ) الاحتفال بتسلم حاملة الطائرات “جمال عبدالناصر”، جريدة الأهرام 1 يونيو، الرابط

[3] ) الفريق أول / صدقى صبحى يغادر إلى فرنسا فى إطار دعم التعاون المشترك بين جمهورية مصر العربية و دولة فرنسا وإستلام حاملة الطائرات المروحية الجديدة الميسترال، 1يونيو، الرابط

[4] ) LHD stand for Landing Helicopter Dock

[5] ) Egypt Purchases Mistral-class Assault Ships: Problems and Possibilities, 12 November 2015, Foreign Affairsre

[6] ) فرنسا تسلم مصر حاملتى الطائرات «الميسترال» قبل الصيف المقبل، 6 فبراير 2016، الأهرام

[7] ) Russian Firm: Progress Made To Equip Radio Systems for Egyptian Carriers, 16 March 2016, Defense News

[8] ) الفريق أول صدقى صبحى يلتقى نظيره الفرنسى لمناقشة عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، 2يونيو 2016، موقع وزارة الدفاع المصرية.

[9] ) Mistral class amphibious assault ship, Operational history, Wikipedia

[10] ) Opération Licorne, Wikipedia

[11] ) Apache helicopters to be sent into Libya by Britain, 23 May 2011, The Guardian

[12] ) Mistral BPC – Pictures, Global Security

 [13]) مصدرعسكري: القاهرة تشتري مروحيات حربية من موسكو، 23 سبتمبر 2015، روسيا اليوم

 [14]) وزارة الدفاع الروسية تقتني 32 مروحية بحرية من طراز”كا – 52 كا”، 9 ابريل 2014، روسيا اليوم

[15] ) مروحية “كا – 52” ( التمساح)، روسيا اليوم

[16] ) فيديو

[17] ) روسيا تسلم مصر منظومات “تعمي” الصواريخ الموجهة، 19 مارس 2016، روسيا اليوم

[18] ) تعرف على المروحية الروسية “كا 52” وسر تفوقها على “الأباتشى”، 24 ابريل 2015، اليوم السابع

[19] ) الفرقاطة فريم، ويكيبيديا

[20] ) طراد جويند، ويكيبيديا

[21] ) Mistral Construction Program, Global Security

[22] ) مصر تتسلم أول حاملة طائرات فرنسية وسط احتفال رسمي، 2 يونيو 2016، France24

[23] ) مصر تتسلم الميسترال، قائد البحرية المصرية يرفع العلم على حاملة المروحيات، 2 يونيو 2016، اليوم السابع

[24] ) نص “إعلان القاهرة” الصادر اليوم بين السيسى وبن سلمان، 30 يوليو 2015، الوطن

[25] ) Mistral Assault Ships, Global Security

[26] ) مصر وفرنسا توقعان رسميا صفقة شراء سفينتي “ميسترال” قيمتها 950 مليون يورو، 11 أكتوبر 2015، France24

[27] ) l’Arabie saoudite et l’Egypte “sont prêtes à tout pour acheter les deux navires”, 7 August 2015, lemonde

[28] ) تفاصيل القرار الدولي 2292 بخصوص حظر السلاح بليبيا، 15 يونيو 2016، الجزيرة

[29] ) صراع الغاز والنفط في شرق المتوسط، 24 نوفمبر 2014، قناة الجزيرة

[30] ) هل يعيد الغاز تموضع إسرائيل في خريطة الشرق الأوسط؟، 1 ابريل 2013، الحياة

[31] ) قام المعهد المصري بإصدار دراسة أولية  حول غاز الشرق المتوسط وأطرافه وأبعاده، أنظر: محمد سليمان الزواوي، غاز شرق المتوسط: ورقة أولية، المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية، 19 ابريل 2016.

[32] ) الولايات المتحدة تسلم مدرعات مضادة للألغام للجيش المصري، 12 مايو 2016، موقع السفارة الأمريكية بالقاهرة

[33] ) وكالة سيناء24 الأخبارية، 27 مايو 2016، الرابط

[34] ) الجيش الإسرائيلي: أحبطنا تهريب أنابيب لغزة لإنتاج قذائف، 28 مايو 2016، الجزيرة

ما بين الاختفاء والتصفية: قصة تسلسل أول جريمة في رمضان

Standard

رابط المقال على موقع نون بوست:

ما بين الاختفاء والتصفية: قصة تسلسل أول جريمة في رمضان

رابط المقال برابط غير محجوب على موقع نون بوست:

ما بين الاختفاء والتصفية: قصة تسلسل أول جريمة في رمضان

شرطة

في بلد اكتست أرضه بظلام الاختفاء القسري الممنهج حتى صرنا نتحدث عن متوسط 3 حالات اختفاء قسري يوميًا كما ورد في تقرير المفوضية المصرية للحقوق والحريات في سنة 2015، وصار المختفون قسريًا لا يعرف حالهم: هل تم قتلهم تحت التعذيب أم أنهم مازالوا أحياءً، وصرنا نحمد الله على ظهور أحدهم إما قتيلاً فيعرف أهله مصيره أو سجينًا ومعتقلاً بعد انتهاء تعذيبه، أمام هذا الظلام صار الكثير من الشباب المطارد في مصر يقبع أمام خيارين إما المقاومة ورفض الاعتقال أو التصفية.

نعم لم يعد خيار أن يتم القبض عليك خيارًا مستساغًا، ولم تعد أنشودة “أخي أنت حر وراء السدود” محببة للقلوب.

وعلى هذا الحال فاجأتنا صحف تابعة للنظام المصري في أول أيام رمضان وقبل الإفطار بنبأ تصفية ثلاثة شباب بمدينة رأس البر الساحلية بمحافظة دمياط، كانت بداية الخبر عن إصابة اللواء مصطفى مقبل حكمدار ونائب مدير أمن دمياط بطلق ناري أعلى الركبة أثناء قيادته حمله أمنية بشارع 89 برأس البر، هو وأمين شرطة ومجندان وفق ما نشره معتز الشربيني على جريدة اليوم السابع.

كان المستغرب لدي في الخبر، خروج حملة أمنية بقيادة رتبة كبيرة بحجم لواء، ولكن لم يكن هذا فقط هو مناط الاستغراب، بل كانت الإصابات تثير استغرابي أكثر حيث تركزت كل إصابات قوات الأمن في منطقة القدم وكأن من يهاجمونهم يتورعون عن قتلهم.

لم تمض ساعة وفي نهار اليوم الأول من رمضان كتبت سهاد الخضري على جريدة وطن نقلاً عن اللواء فيصل دويدار مدير أمن دمياط، خبر تصفية عنصرين من المسلحين في اشتباكات قوات الأمن وعناصر إجرامية بمدينة رأس البر، وأن المسلحين يتبعون “خلية حلوان” التي قامت بتصفية ضابطًا من قبل، فيما تم ضبط آخر، وهو الخبر الذي أكده هشام الولي على جريدة الوفد في نفس التوقيت حيث نشرت الصحيفتان الخبر بفارق دقيقتين فقط.

يجب أن نتذكر الآن الأخبار التي نشرت بتاريخ 6 يونيو الساعة 6 ونصف مساءً والتي ذكرت أنه قد تم تصفية “وليس قتل” اثنين من المسلحين والقبض على آخر.

الآن سيحدث تغيير، فبعد نشر هذا الخبر بحوالي الساعة سترجع محررة جريدة الوطن سهاد الخضري لتنشر أن الذي قتل هو مسلح واحد فقط في هذا الخبر، ليؤكد الخبر مراسل اليوم السابع معتز الشربيني ويذكر أن من قتل مسلح واحد فقط وأنه قد تم إلقاء القبض على الآخرين في هذا الخبر.

إذن، نحن الآن أمام تضارب في الروايات أسوأها مقتل اثنين مسلحين واعتقال آخر، أما أفضلها فهي مقتل مسلح واحد واعتقال آخرين.

في الساعة التاسعة والنصف نشرت محررة جريدة الوطن خبرًا يظهر أن هناك جريمة تصفية قد تمت لأحد المعتقلين في هذا الرابط، وفي نفس الخبر قالت في بدايته:

شهدت مدينة رأس البر في محافظة دمياط، اليوم الاثنين، اشتباكات دامية بين قوات الأمن وبين مسلحين اثنين، أسفرت عن سقوط أربعة مصابين من قوات الأمن، ومصرع مسلحين وضبط آخر في أثناء اختباء المسلحين بإحدى الشقق التي اتخذوها وكرًا لهم.

لتعود بعدها بسطور قليلة وفي نفس الخبر لتعلن عن أسماء ثلاثة قتلى وليس اثنان، حيث نقلت عن مديرية أمن دمياط التالي:

أفادت مديرية أمن دمياط، في بيان، بمقتل: وليد حسين محمد حسين (27 سنة) وهو مندوب مبيعات أدوية، ومحمود طلعت طلعت أحمد (28 سنة- كهربائي سيارات)، ومحمد عبدالهادي محمد محمود (40 سنة) ويقيمون في حلوان بالقاهرة

 

لتنشر بعدها الساعة 10 و13 دقيقة محررة جريدة الوطن على هذا الرابط، صور جثامين ثلاثة شباب قتلى داخل شقة سكنية تم وضع بجوار أحدهم رشاشًا آليًا ومسدسًا في يد كل من الاثنين الآخرين:

933 1904_0 346097

الملاحظ في الصور أن اثنين منهما لا يوجد في جسدهما أي أثر للإصابة بطلق ناري، ماعدا بركة من الدماء كبيرة خلف رأسهما، وهو ما يشير على وجود جريمة إعدام ميداني قد تمت لهؤلاء الشباب بعد اعتقالهم، خصوصًا وأنه قد تم الاعتراف سابقًا بأن هناك شخص واحد على الأقل منهم قد تم اعتقاله حيًا.

إذن نحن أمام جريمة أدناها تصفية شخص بعد إلقاء القبض عليه، وأعلاها تصفية اثنين بعد اعتقالهم.

ولكن الجريمة لم تنته بعد، فوفق خطأ أو صدفة قام معتز الشربيني مراسل جريدة اليوم السابع بنشر صورًا لأربع جثث وليس ثلاثة في تغطية للخبر الساعة 11:48 مساء على هذا الرابط، لتظهر هذه الجثة الرابعة ولكنها خارج الشقة التي تم فيها تصفية الثلاثة شباب الآخرين:

62016704230178-بتصفية-3-عناصر-ارهابية-برأس-البر-(6)

كان الملاحظ في الصور هو وضع اليد اليسرى للغريب داخل ملابس المتوفى، مما دفعني للبحث أكثر عن الصورة، لأجد الصورة بزواية أخرى على موقع صحفي اسمه “مبتدا” على هذا الرابط، لتكن المفاجأة وهي أن الشخص الرابع الذي ظهر في الصورة هو شخص معاق في يده اليسرى نتيجة بتر أو ما شابه لأصابع يده، كما يظهر في هذه الصورة:

346095

هكذا صرنا أمام أربعة شباب قتلي وليس ثلاثة فقط كما أعلن، ولكن وفق معتز الشربيني مراسل اليوم السابع فلقد رجع وأكد يوم 7 يونيو على هذا الرابط، أنه وفقًا لتحريات رجال مباحث دمياط فإن الخلية الإرهابية التي تم مداهمتها أمس في رأس البر بدمياط، كانت مكونة من 3 عناصر فقط هاربين من الجيزة للاختباء في رأس البر، إذن من هو القتيل الرابع وأين قتل؟

أخيرًا يأتى يوم السابع من يونيو ليكمل لنا الصورة ، فوفق ما نشرته جريدة الوطن على هذا الرابط، فلقد تمكنت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، من ضبط عناصر خلية حلوان، المتورطة في ارتكاب 19 واقعة، بينها اغتيال ضباط وأفراد شرطة قسم حلوان، والمتهمين باغتيال رئيس مباحث مرور المنيب، وعددًا من أفراد وضباط الشرطة في قطاع جنوب الجيزة، الخبر الذي احتوى على أسماء مرمزة دفعنا لمزيد من البحث لمعرفة أسماء المتهمين، حتى استطعنا الوصول للخبر بشكل تفصيلي على موقع البوابة نيوز على هذا الرابط، والذي حدد المتهمين تحت مسمى خلية حلوان كالتالي:

  • عبد الله محمد شكرى إبراهيم عبدالمعبود “الكنية: أبوخديجة” (مواليد 24/1/1987).
  • وليد حسين محمد حسين (مواليد 12/12/1985).
  • مصطفى طلعت طلعت أحمد “الكنية: عبدالله” (مواليد 21/1/1990).
  • محمد عبد الهادى محمد محمود (مواليد 7/9/1988).
  • محمد إبراهيم حامد محمد ” الكنية: صبرى” (مواليد 1/1/1994).
  • الحارس عبد الرحمن أبو سريع محمود “الكنية: حازم” ( مواليد 8/9/1994)،.
  • إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى ” الكنية: سالم” (مواليد 4/7/1987).

وأوضح الخبر أنه قد تم اعتقال المتهم الأول “عبد الله محمد شكري إبراهيم عبدالمعبود” واثنين آخرين وهما:

  • أحمد سلامة على عشماوى “الكنية: أبو حمزة” (مواليد 7/2/1992) .
  • محمود محمد عبد التواب مرسي (مواليد 27/6/1985).

 ليتم بعدها تحديد تواجد كل من “وليد حسين محمد حسين، مصطفى طلعت طلعت أحمد، محمد عبد الهادي محمد محمود” بمدينة رأس البر ليتم تصفيتهم، بينما استطاع “محمد إبراهيم حامد محمد” الهرب.

وليذكر الخبر مقتل “محمد سلامة محمود” (مواليد 12/ 1/ 1983) أثناء محاولته الهروب من قوات الأمن بمنطقة المدافن الكائنة في مدينة 15 مايو.

الآن، وبعد هذا التضارب استطعنا معرفة أسماء الأربعة القتلى الذين رصدنا صورهم، ويبقى السؤال كيف تم إنزال صورة القتيل الرابع قبل الإعلان عن مقتله؟ إلا لو أنه كان قد تم اعتقاله وتصفيته؟ وكيف حصل مراسلو تلك الصحف على بعض تلك البيانات وخصوصًا هذه الصورة؟

346095

وهل صار صحفيو مصر يحضرون عمليات تصفية المتهمين؟ وأخيرًا ما مصير الأسماء التي تم الإعلان عن اعتقالها وأين هم ولماذا لم يعرضوا على النيابة ويودعوا بسجن يسمح فيه للمحامين وأسرهم بالتواصل معهم؟ وما مصير من لم يتم الإعلان عن القبض عليهم؟ وأي المصائر تنتظرهم؟

……………

هيثم غنيم

“ومات معها كل شيء”… قصة طفل من سيناء

Standard

رابط المقال على موقع نون بوست:

“ومات معها كل شيء”… قصة طفل من سيناء

رابط المقال برابط غير محجوب على موقع نون بوست:

“ومات معها كل شيء”… قصة طفل من سيناء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هادئة هي نسمات صباح هذا اليوم عكس ما اعتدناه منذ أن احتلتنا تلك الدبابة العسكرية، لا أعلم كيف كان يشعر أجدادي وهم يشاهدون دبابات العدو الصهيوني إبان فترة النكسة وما بعدها؟!

لا أعلم… ولكنني أعلم شعوري كلما شاهدت تلك الدبابات المزينة بأعلام الوطنية الزائفة، لأتذكر أمي التي قتلت من قذائفها.

أتذكر وداعها لي كل صباح لمدرستي وافتقده، ذهبت لها بالأمس جلست على قبرها لأخبرها بحسن مراجعتي لمادة امتحاني اليوم، تحدثت معها كثيرًا وبكيت عند قدميها، تمددت بجوارها قليلاً لأشعر بدفئها، ثم تذكرت كيف كانت تربيني كي أكون رجلاً، بثثت لها شوقي وجددت عهدي معها وأنا أودعها، لم أستطع أن أزرع زهرة بجوار قبرها فلقد أحرقوا كل الزهور وجرفوا أغصان الزيتون.

ها أنا أدلف إلى مدرستي وطنين الطائرة الزنانة يصل لأذني، هل حقًا قد رحل المحتل الصهيوني عنا؟!

ها أنا أرى أصدقائي، ضحكاتنا لم تعد كما كانت منذ سنوات، كبرنا كثيرًا صرنا رجالًا رغم ضحكات طفولتنا التي تأبى إلا أن تظهر في ثنايا مرحنا المخطوف.

حان وقت الامتحان، أجدد العهد على نفسي وأنا أتذكرها.

يمر المراقب واضعًا ورقة الامتحان، لأقرأ أول سؤال: للأم فضل عظيم على أبنائها، اكتب في هذا الموضوع موضحًا فضل الأم عليك وواجبك نحوها.

هنا توقف كل شيء.

كل شيء مر بذهني، كما يمر بذهنك أنت الآن عدما تتفكر في والدتك، الحب، الحنان، الضحك، البكاء، السعادة، المرح… صوت سقوط القذيفة والموت.

نظرت إلى ورقة الامتحان وسؤالها الأول وكتبت: “أمي ماتت ومات معها كل شيء”.

………………..

إلى هنا انتهت القصة، قد تظنوها قصة أدبية وهي كذلك في سرديتها وتخيلها ولكن للقصة أصل، أصلها أنه في امتحان اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي للعام الدراسي 2015/ 2016 بمحافظة شمال سيناء إدارة الشيخ زويد التعليمية كان أول سؤال في الورقة في جزء التعبير هو: للأم فضل عظيم على أبنائها، اكتب في هذا الموضوع موضحًا فضل الأم عليك وواجبك نحوها.

وكانت إجابة الطفل الذي لا نعلم اسمه هي “أمي ماتت ومات معها كل شيء”.

كما يظهر في ورقة الإجابة تلك التى تداولها بتأثر حزين بعض من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الـ Facebook:

13178777_10206236468178838_2594251806469495437_n

يظن البعض أن الكتابة شيء سهل على النفس وخصوصًا لمن يعلم حقيقة ما يحدث، ولكن الحقيقة أن من يعلم يتألم ومن يتألم يتردد قلمه كثيرًا حتى يستبد به الألم فيكتب.

كنت وأنا أقرأ كلمة هذا الطفل الصغير “أمي ماتت ومات معها كل شيء”، أتذكر صوت هذا الصاروخ الحربي الذي أُطلق من طائرة حربية يوم 3 مارس 2016 ليقتل سيدة ويصيب طفلين وفتاة من عائلة الطرشان من قبيلة السواركة بمنطقة العجراء جنوب شرق الشيخ زويد، كما نشر حينها على صفحة سيناء 24 المتخصصة في أخبار سيناء.

كنت أتساءل هل من كتب هذه العبارة أحد هذين الطفلين أو الفتاة؟ أم قد كتبه طفل غيرهما؟

قد لا يعلم البعض أن في شهر أبريل 2016 قتل الجيش المصري 5 نساء وفقًا لتقريرمركز الندوة للحقوق والحريات، لكل منهن اسم وقصة وحكاية وأسرة وصوت طلقة أو قذيفة أنهت حياة.

عبارة هذا الفتى الصغير أيقظت في أذني رنين إطلاق كمين للجيش المصري بمنطقة أبو طويلة طلقات عشوائية لتخترق طلقتان رأس وصدر السيدة “تمام عودة غانم” 65 سنة بمدينة الشيخ زويد بتاريخ 7 أبريل 2016.

وأوقفتنى أمام جثمان السيدة “رتيبة محمد إبراهيم”، 50 سنة وقد أصيب رأسها بطلق ناري أطلقته عليها قوات الجيش بكمين الوفاق غرب مدينة رفح بتاريخ 11 أبريل 2016.

وذكرتنى بوفاة السيدة “ريا عواد عويضة” 55 سنة، متأثرة بجراحها بعد إصابتها بشظية في البطن إثر قصف عشوائي للجيش المصري بتاريخ 19 أبريل 2016.

وبلحظة سقوط السيدة “ماجدة نصار البعيرة” 23 سنة، برصاص قوات الجيش المصري المتمركزة في كمين حي الزهور على الطريق الدائري جنوب مدينة العريش بتاريخ 22 أبريل 2016.

شريط طويل لا ينسى ولا ينساه الكثير ومنهم هذا الطفل الذي مات بداخله وداخلنا الكثير، أكتب هذا بمشاعر متضاربة وأنا لا أعرف ما مصير هذا الطفل الآن: هل مازال يحيا أم أن قصف طائرة زنانة إسرائيلية أو قصف مدفعي للجيش المصري قد قتله؟

أكتب هذا حتى نعلم ونتعلم وحتى لا يأتي مخادعًا باسم العفو والنسيان قد يطمس غد سيشرق يومًا.

أكتب هذا كي تبلغلوا وتنشروا وتتحدثوا عن قصة طفل ماتت أمه ومات معها كل شيء.

……………

هيثم غنيم

السبت 14 مايو 2016

في 25 أبريل: هل حمل فقراء ومسنو مصر البيادة؟

Standard

:رابط المقال على موقع نون بوست

في 25 أبريل: هل حمل فقراء ومسنو مصر البيادة؟

رابط غير محجوب للمقال على موقع نون بوست:

في 25 أبريل: هل حمل فقراء ومسنو مصر البيادة؟

hqdefault

الزمان: ظهر يوم الإثنين 25 أبريل 2016

المكان: ميدان عابدين

تظاهرة مؤيدة لرأس نظام المؤسسة العسكرية المصرية عبد الفتاح السيسي في عيد تحرير سيناء وبالتزامن مع دعوات احتجاجية شعبية وثورية لرفض بيع جزيرتي صنافير وتيران ذوات البُعد الاستراتيجي للسعودية.

كانت صور السيدات اللاتي ترفعن علم السعودية والسيدة والرجل الذين يضعان البيادة على رؤوسهم محل استنكار وغضب من شباب مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الشيء الذي دفعهم للعن هذه الطبقة من الشعب من الفقراء والمسنين.

ولكن صبرًا، ألسنا منذ أيام قليلة وتحديدًا يوم 15 أبريل كنا نطير فرحًا بأن مظاهرات جمعة الأرض كانت قد شهدت عودة ظهور وجوه الفقراء والبسطاء والمسنين في تظاهرات ضد حكم العسكر؟! هل من الممكن أن يكون قد غير الفقراء والبسطاء والمسنين رأيهم بهذه السرعة؟ أم أننا الحمقى دومًا في التقدير؟!

دعونا نرى إذن ونكبر عدسة الكاميرا لنرى الصورة التالية التي تم التقاطها ونشرها بعدسة موقع اليوم السابع الموالي للنظام الحالي بشكل أو بآخر، لنرى جموع الفقراء والبسطاء والمسنين الذين يستحقون اللعن يوميًا من فئة شباب الفيسبوك، دعونا نرى حجم تلك الحشود الهائلة في الصورة التالية:

159

كما ترون في الصورة السابقة هذه هي الأعداد المهولة التي قام مجتمع الفيسبوك وبعض نخب الثوار بلعنها، هذه الأعداد التي لم تتجاوز 16 شخصًا حسب الصورة المنشورة على موقع اليوم السابع وهو موقع غير معارض للنظام المصري، ستة عشر شخصًا استدعوا منا كل هذا السباب؟!

بل لو قمنا بجمع صور كل المؤيدين للنظام العسكري وتظاهراتهم في يوم 25 أبريل فإنني أدعي أن العدد لن يتجاوز الألف شخص، فهل يستدعي الألف شخص أن نقوم بسب ولوم كل طبقة كبار السن والفقراء وسكان المناطق العشوائية في المجتمع المصري؟

هل تعلمون ما نسبة الفقراء في مصر؟

طبقًا للمنشور على موقع اليوم السابع هنا في ديسمبر 2015 على لسان اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإنه طبقًا لبيانات آخر بحث أجراه الجهاز وأعلن نتائجه حينها، فإن نسبة الفقر العامة في مصر تقدر بـ26.3%.

إذن وبحسبة بسيطة لهذه النسبة مقارنة بإجمالي سكان مصر والذي تعدي الـ 90 مليون فإن نسبة الفقراء في مصر هي أكثر من 23 مليون نسمة، ولن أحدثك هنا عن فئة كبار السن ونسبتهم.

إذن من أجل بضع عشرات من طبقات مجتمعية وسنية مختلفة، قمنا بسب طبقة الفقراء وكبار السن وألقينا عليهم اللوم، إذن لمن كان قد أصابه النسيان أو يحمل ذاكرة السمكة، دعوني أذكركم بهذه الصورة من تظاهرات 15 أبريل التي أسعدتنا جميعًا.

159

انظروا إلى الصورة ودققوا في ملامحها، هل ترون وجه الرجل الأسمر بجمال طمي نيل هذه الأرض وقد خط الشيب رأسه؟ ألا ترون هذا الرجل من صعيد مصر بجلبابه ولفافة رأسه وهو لا يعرف ماذا يقول فما وجد إلا رفع يديه بعلامة النصر؟ ألا ترون هذا الرجل الكبير في السن ذو البشرة البيضاء والشعر الأبيض الذي يسير بجواره؟ ألا ترون تلك السيدة البسيطة التي تتحرك؟ ألا ترون هذا العدد في الصورة؟ هل نسينا كل هذا في بضعة أيام؟

إن كنتم قد نسيتم، فعلينا أن نذكركم بهذا حتى لا تتحول دفة الصراع من صراع بين الكتلة الحرجة الثائرة من المجتمع وبين النظام العسكري، لتصبح ما بين الكتلة الحرجة الثائرة من المجتمع وأكبر فئات المجتمع وأوسعها وهي طبقة الفقراء والمهمشين.

لماذا أقول هذا؟

لأن أحد أهداف النظام اليوم أن يكسر حالة الالتحام المجتمعي التي بدأت في الرجوع من جديد ما بين الكتل الحرجة الرافضة للنظام العسكري وبين القواعد الشعبية للمجتمع.

وفي سبيل ذلك سيستخدم النظام أدواته بشكل مباشر وغير مباشر بوعي وبدون وعي بحكم الممارسة ومن هذا إنزال مجموعات من الرجال والنساء يضعون الأحذية العسكرية على رؤوسهم أو رافعين أعلام السعودية ويقوموا بالرقص والغناء، وهنا ولغياب الوعي عند الكتل الرافضة للنظام العسكري ولسطحية نخب الفيسبوك والتيارات السياسية الحالية غير الواعية فإن ردة الفعل الطبيعية ستكون كما حدث؛ نشر صورة السيدة وفوق رأسها البيادة، وسبها وسب الجيل الذي تنتمي له والطبقة المجتمعية التي تمثلها بلا استثناء، ونشر صورة الرجل المرتدي للجلباب البلدي وهو يرقص، وسبه وسب الجيل الذي ينتمي له والطبقة المجتمعية التي يمثلها بلا استثناء، وهكذا، يتم تحويل دفة الصراع مرة أخرى من صراع ثوري ما بين المجتمع والنظام الحاكم، لصراع مجتمعي داخلي ما بين المجتمع وبعضه البعض.

وبالعامية المصرية “الفيلم ده اتهرس قبل كده كثير”، وقد رأينا مظاهر هذا بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، عندما تم دفع الثورة للاصطدام مع المجتمع ودفع المجتمع للاصطدام معها، وهو ما حدث أيضًا بعد الثالث من يوليو 2013، والآن يتم صناعة نفس المشهد.

هل تعلمنا من أخطائنا؟

الإجابة: لا.

إذن سؤال آخر: هل من يسب تلك الطبقة من الفقراء أو كبار السن، يستطيع توجيه السباب والاستهزاء لقاطني المجمعات السكنية الفاخرة ورواد النوادي الخاصة وغيرها الذين يؤيدون نظام السيسي ومن خلفه أي نظام فاسد؟ هل تستطيعون أم أن بريق الأزياء الراقية والسيارات الفارهة يخطف أعينكم فتتمنون لو كنتم مكانهم، فتفسدون وتستبدون وتساندون نظام فاسد مثلما يفعل الكثير من أبناء هذه الطبقة ولو بالصمت والرضا؟!

أقول هذا لأنه وبكل صراحة أحد الأسباب الرئيسية لسب الفقراء والبسطاء بعد أي انتكاسة أو شعور بالهزيمة أمام النظام يكون لأن البسطاء يفتقرون لبريق الأزياء والمظاهر الطبقية الفاخرة؟

انظروا انبهاركم بنجيب سويرس أو الفناين والفنانات أو الكثير من لاعبي الكرة وهم من مؤيدين أي نظام فاسد نظرًا للارتباط المصالحي بينهم وبين أي منظومة فاسدة، انظروا لانبهاركم بهؤلاء لتكتشفوا حقيقة نفوسكم الداخلية.

وبعد هذا واجهوا أنفسكم بهذا السؤال: هل أنتم دعاة حق وتغيير حقيقي أم لا؟

إن كانت الإجابة بنعم فيجب أن نستيقظ ونعالج طريقة حكمنا على الأمور ومعايير القياس الخاصة بنا والمحركات والقيم والمبادئ المكونة لفكرنا وقراراتنا لنصبح على قدر المسؤولية إن أردنا تغيير حقيقي على المدى المتوسط والبعيد.

أقول هذا لأنه يجب أن نكون على مستوى وعي من يعيشون تحت خط الفقر والذين رفضوا ولم يهتموا بتأييد السيسي أو النظام العسكري يوم 25 أبريل ومن قبله 15 أبريل، أقول هذا لأنه يجب أن نكون على مستوى وعي من يعيشون تحت خط الفقر والذين رفضوا ولم يهتموا بالانتخابات الرئاسية التي أتت بالسيسي وأظهرت اللجان الانتخابية خاوية، أقول هذا لأنه يجب أن نكون على مستوى وعي من يعيشون تحت خط الفقر والذين رفضوا ولم يهتموا بالنزول للانتخابات البرلمانية ولم يستطع النظام دفعهم للنزول بكل الطرق التي استخدمها حينها ما بين الترغيب والترهيب.

من المخجل والمخزي أن يكون خريجو الجامعات أو طبقة “المثقفين”، والحاصلون على تعليم خاص مميز، وبعض النخب ممن تختلط كلمات اللغة العربية باللغة الإنجليزية بين ثنايا حديثهم دومًا من باب إظهار الفهم والرقي، ورغم كل هذا من درجة الوعي المفترضة فإننا نكتشف دومًا مدى انحطاط الكثير منهم فكريًا وعلى مستوى الوعي إذا ما قورن هذا بدرجة وعي المجتمع.

سيقول لي البعض ولكن أين تلك الفئات الفقيرة والبسيطة والمهمشة من رفض النظام بالقول والفعل.

وهنا يكون ردي: نعم تلك الفئات لن تشارك بما تتوقعوه ولن تفعل إلا بنسب ضئيلة، وهذا لسببين الأول فيهم أنهم خائفون، والثاني هو غياب أي خطوط عريضة لرؤية ما بعد إسقاط النظام، والثالث هو غياب قائد حقيقي يمثل المجتمع وأحلامه وله غاية.

ولكن السؤال الأهم: كيف تطلبون من أكبر القواعد المجتمعية أن تلتحم بحركة التغيير، بينما يتم الانتقاص منهم دومًا ويتم احتقارهم في قرارة الأنفس؟ هل سنصبح سعداء ونحن نرى نظرات الخوف والترقب تطل من أعين هؤلاء البسطاء تجاهنا دومًا؟ هل تستنكر أن هذا قد يحدث وتتساءل لماذا؟ إذن راجع تعليقاتك على صورة السيدة التي تضع فوق رأسها البيادة أو غيرها من الصور، واقرأ ما كتبت وكيف حكمت على طبقة مجتمعية بشكل كامل بصورة واحدة.

نحتاج الآن أن نستيقظ من غفلتنا وحماقتنا، نحتاج الآن أن نثور على أنفسنا وعلى طرق حكمنا وأن نتحكم في عواطفنا ونوجهها وفق قيمنا ومبادئنا وغايتنا، نحتاج أن نفهم مجتمعنا وفئاته وآلامه وأحلامه.

نحتاج أن نذكر أنفسنا دومًا بأن معركتنا ليست مع المجتمع، لأننا من المجتمع، جسد واحد، نحتاج أن نتذكر دومًا دون أن نحيد عنه أن معركتنا مع النظام، وتذكروا {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} فصححوا النية ورسخوا الغاية داخل قلوبكم وعقولكم حتى لا تكونوا من المبدلين وخصوصًا وقت النصر المبدئي، حيث تغيب الغاية ويكثر المنافقون.

ولا تتنسوا غاية العدل والتمكين التي بُعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن من ضاعت غايته ضاع نصره.

……………………….

هيثم غنيم

الخميس 28 ابريل 2016

DISPARITIONS FORCEES De la capitale de l’Enfer

Standard

In Arabic:

الاختفاء القسري .. من داخل عاصمة جهنم

Translated to English:

ENFORCED DISAPPEARANCE From the Capital of Hell.

الأمن الوطني

DISPARITIONS FORCEES De la capitale de l’Enfer
Haitam Ghouneem
Traduit en français par S.Abdelhak

Si vous voulez un interrogatoire sérieux, vous envoyez un prisonnier en Jordanie. Si vous voulez qu’il soit torturé, vous l’envoyez au Syrie. Si vous voulez que quelqu’un disparaisse – ne jamais le revoir- vous l’envoyer en Egypte. »- Ancien fonctionnaire de la CIA Robert Baer, dans Stephen Grey, « Goulag Amérique, “The New Statesman, 17 mai 2004. Comme cité dans les droits de l’homme Voir l’article “Black Hole”, en 2005, à travers cette

Les disparitions forcées: De ce que vous allez lire maintenant se passe en Egypte ….
19 Décembre 2015.

Au milieu de l’augmentation des cas de disparition forcée et le meurtre d’un grand nombre de ceux qui ont été secrètement enlevés par le gouvernement égyptien, le ministre de l’Intérieur a rendu une décision de nommer le général Mahmoud Sayed Abdelhamid Shaarawy en tant que chef des services secret (SSI), le principal bureau de sécurité et de renseignement en Egypte.
Attention: Ce contenu contient des détails sur la torture et des témoignages épouvantables qui ne pourraient pas convenir à tous les âges.
Après la torture et le meurtre de M. Ahmed Jalal, Mohamed Hamad, et plus récemment le chercheur italien Giulio Regeni par les services secret (SSI), j’ai décidé d’écrire au sujet de la tendance pétrifiante et l’augmentation de la disparition forcée en Egypte. Avec l’aide de l’Association internationale des droits et libertés et Al Nadwa Institut des droits et libertés, j’ai pu tourner des dizaines d’interview avec des personnes qui ont été une fois secrètement enlevés par le SSI.
Une guerre en cours avec mon stylo pour les deux dernières semaines, probablement à cause de ma peur des conséquences de la rédaction de ce rapport, mais les cris des centaines de personnes qui ont été secrètement enlevés continuellement me hantait dans mon sommeil.
Je ne peux pas nier que je ne pouvais pas dormir pendant une période de temps après avoir entendu les témoignages d’anciens otages de la branche SSI en Lazoghli, affirmant qu’ils avaient été torturés sévèrement dans des zones intimes, au point où leurs pénis de étaient littéralement grillés après avoir été électrocutés dans des points aussi sensible. Des autres ont perdu la raison à cause de pétrifiantes torture qu’ils recevaient. Plus douloureux étaient les dizaines de lettres déchirantes et demande des familles des personnes enlevées. J’ai essayé d’échapper à la réalité horrible avec le sommeil, pour se réveiller effrayés par les cris lancinants des enlevées plaidant pour l’aide.
J’écris maintenant, alors que je peux dormir une journée sans être hanté dans mes rêves par les cris suppliants des enlevées, et la douleur des larmes de leurs familles.
Cet article est dédié à tous ceux qui ont perdu la vie sous les mains du système délictuel brutal de
l’Egypte. Dédié à Sayed Belal, Mohamed Hamdan, Ahmed Galal, et les nombreux que je ne connais
pas qui est mort sous la torture.
D’abord, permettez-moi de vous présenter le nouveau chef du SSI
Major général Mahmoud Sayed Abdelhamid Shaarawy a été promu et nommé le 19 Décembre 2015
d’un adjoint ministre et directeur d’une branche administrative du SSI à un adjoint ministre des
affaires intérieures de la SSI.
Né en 1959, il est diplômé de l’académie de police en 1980, il a été immédiatement nommé avant sa
graduation dans la SSI. Il est le frère du général majeur Mohammed Sharawy un ancien assistant de
l’ancien célèbre ministre des affaires intérieures Habeeb Eladly dans le régime Moubarak.
El Shaarawy était le plus recherché par la révolution égyptienne, en raison de sa condamnation dans
des crimes de torture. Pendant ce temps, il était encore un colonel, et était tristement célèbre d’être
l’un des agents de torture les plus importants dans le régime de Moubarak sous la direction du
général majeur Mohamed Said, chef du département de l’extrémisme contre-religieux au Caire.
Avant sa promotion ElSharawy était chef du département de l’administration publique contre les
activités extrémistes. L’un de ses plus grands «succès» a été le cas des Arabes Sharks. Aussi
mentionner clairement que, pendant sa règne, le nombre des disparitions forcées a extrêmement
élevé, comme de nombreux agences de droits de l’homme ont souligné.
Mais les victimes de Sharawy ne savent même pas son vrai nom, en raison du fait que les agents du
SSI utilisent actuellement des noms codé à l’intérieur du système et avec leurs victimes.
Quel est le nom codé de Shaarawy?
Le nom codé de Shaarawy à l’intérieur du SSI était Mohammed Lasheen, ses victimes le décrivent
comme le «diable», et d’autres l’appellent «le sale».
J’ai essayé de trouver une photo de lui, mais je ne pouvais pas le trouver en raison du fait que les
images des administrateurs de la SSI sont habituellement gardées confidentielles. Mais avec l’aide
d’un artiste professionnel et les témoignages recueillis auprès de diverses sources, nous avons pu
esquisser l’image suivante:

محمود سيد عبد الحميد شعراوى

 

Beaucoup peuvent le trouver déroutant que Sharawy a été immédiatement engagé dans la SSI après l’obtention de son diplôme de l’académie de police, n’oublier pas que son frère Mohammed Sayed Sharawy était un fonctionnaire du SSI à l’époque, avant de devenir la tête du SSI, jusqu’à ce qu’il a été évincé après les événements de Al-Nakhilla Village dans le gouvernorat d’Assiout en 2003.
Shaarawy a continué la route pavée par son frère jusqu’à ce qu’il devienne le chef actuel de la SSI.

Sharawy a commencé à la tête d’une branche de la SSI à Shubra El Kheima, il a travaillé sous la direction du général majeur Mohamed Saeed, célèbre d’être “insensible pendant la torture.” Il a torturé ses victimes à bien des égards, les plus connus étaient.

  • Frapper la victime avec une grande planche, jusqu’à ce que la tête devienne enflée.
  • Menotter les mains de la victime par derrière, puis fixer un rail ou une corde aux menottes, puis accrocher la victime de ses mains.
  • Électrocuter la victime dans la tête, mamelons, pénis et testicules.
  • battant sévèrement l’arrière-pied de la victime, puis forçant la victime à sauter sur ses pieds afin de soulager le gonflement, avant que la victime soit présentée devant le tribunal.

Avant et après la promotion de Shaarawy, les organismes des droits de l’homme ont observé une augmentation dans les cas de disparitions forcées. Selon la Commission égyptienne pour les droits et la liberté, il y avait 3 cas quotidiens de disparitions forcées en 2015.

Diverses sources ont rapporté que la raison derrière la promotion de Shaarawy était due à sa fermeté, le contrôle, et ses succès successifs dans la destruction des cellules armées, et Lynches publics immédiats sur les personnes soupçonnées de détenir des armes, des gens qui soutiennent l’idée d’une révolution armée, et les gens qui refusent de donner des informations sur tout mouvement le régime égyptien se voit menacé.

Le 10 Janvier 2016 Mohamed Hamdan Mohamed Ali de Beni Suef a été enlevé par le SSI. La famille d’Ali a envoyé un télégraphe officielle au ministère des Affaires intérieures à poser des questions sur la localisation d’Ali, comme on le voit dans l’image ci-dessous:

2_8

Le ministère égyptien de l’Intérieur a nié qu’il a été enlevé par le SSI. Seulement à venir le 25 Janvier, 2016 et prétendre qu’il a été tué au cours d’un conflit armé. Ci-dessous l’image du corps d’Ali à la morgue avec des blessures par balles et des marques évidentes de torture, comme on le voit dans l’image suivante:

3_4

Ce n’est pas le premier incident; cet incident a été précédé des mois avant avec

  •  L’exécution de Mohammed Ahmed Alnajar, de Gharbia dans un appartement à Géza, par le SSI
  • L’exécution d’un groupe de jeunes, dans un appartement à El Shorouk Ville au Caire, par le SSI
  • L’enlèvement et l’exécution d’Ahmed Abdelhakim par le SSI
  • L’exécution des musulmans membres des Frères dans un appartement dans la ville de sixième d’Octobre dans le gouvernorat de Géza, par le SSI.

Est-ce que ces incidents et les «réalisations» aux yeux du régime ont été la raison derrière la promotion du major-général Mahmoud Shaarawy pour devenir le directeur de la tête de la SSI?

 

Il semble que ces derniers incidents étaient la raison de sa promotion. Il n’a pas arrêté avec l’exécution de Mohamed Hamad Ali, mais a continué avec la même tendance. Ahmed Galal Ahmed Mohamed Ismael forment la ville de Rehab dans le gouvernorat du Caire a été enlevé par le SSI en Janvier, 20,2016. la famille d’Ismaël a rapidement envoyé un télégraphe au ministère des affaires intérieures, comme on le voit dans le tableau suivant:

tele

Ismael a disparu pendant 12 jours, jusqu’à ce que sa famille a reçu un appel téléphonique le 31 janvier 2016 du Zeinhom Morgue leur disant que leur fils a été tué par une balle.
Ismaël a laissé derrière lui sa femme, après un an de mariage. L’épouse d’Ismaël était enceinte de deux mois lorsque le SSI a tué son mari.

sha

En raison de l’absence de loi, et avec le soutien accru du système international pour le régime égyptien, le régime égyptien a eu un sens de la divinité. Il y a une augmentation évidente dans la disparition forcée, cette fois, le SSI a ciblé le chercheur italien Giulio Regeni.

6_1

Giulio Regeni est un chercheur italien et un étudiant diplômé à l’Université de Cambridge. Il se rend en Egypte pour faire des recherches liées à ses études et écrire sur la détérioration de la situation en Egypte. Le SSI lui a secrètement enlevé le 25 Janvier 2016 et le 3 Février 2016 il s’est trouvé mort et moitié nue, jeté dans un trou sur la route du désert du Caire-Alexandrie, à seulement quelques kilomètres de la branche SSI le plus proche dans la ville de La sixième d’Octobre.

Selon Arabi21 Agence d’information, qui cite Reuters , le rapport d’autopsie Regeni prouvé que sept de ses côtes ont été brisées, en plus des signes de choc électrique sur son pénis, des blessures internes tout au long de son corps, des saignements dans le cerveau, les blessures graves (causées par des objets tranchants), des abrasions et des ecchymoses causées par une attaque sévère avec une planche, coups de poing et coups de pied.

Après l’incident de nombreux pays ont pris conscience de l’impact de leur soutien continu au régime égyptien.

Maintenant, après avoir révélé le nom codé du chef du SSI et l’a placé à côté de son vrai nom, il devrait être plus facile pour les victimes de ce criminel pour enregistrer ce qui leur est arrivé et de déposer une plainte contre lui qui va le suivre partout.

Deuxièmement, je crois qu’il est d’une grande importance de ne pas parler non seulement sur le directeur du SSI, mais pour parler aussi de l’histoire du bureau.

 

à 1913, l’occupation britannique à l’aide des agents de police égyptiens a créé le Dispositif de la police politique pour suivre le mouvement de la résistance nationale et les chefs de la résistance nationale dans les gouvernorats du Caire et d’Alexandrie en particulier, et de ses départements était le «service privé».

Le premier directeur de la police politique était le gouverneur du Caire, le général Saleem Zaki qui partage des liens étroits avec l’occupation britannique. Le devoir du général majeur Zaki à l’époque était de traquer les membres de la résistance et du mouvement national qui a porté spécifiquement sur l’assassinat des occupants britanniques et leurs partisans. L’une des premières réalisations de l’Organisation de la police politique était l’arrestation des jeunes patriotes égyptiens qui a assassiné le général majeur Sir Lee Stack un officier de l’armée britannique et gouverneur général de l’Egypte et du Soudan.

L’Organisation de la police politique a eu des noms différents à travers différentes époques et les régimes, y compris: Le ministère ad hoc, Le stilo politique, Bureau des enquêtes publiques, Bureau d’Etat des enquêtes de sécurité, le Département d’État des enquêtes de sécurité, l’appareil de sécurité d’Etat, et la sécurité intérieure.

A noter, l’Organisation de la Sécurité politique est l’un des rares départements que les dirigeants de la révolution de Juillet 23,1952 n’a pas enlevé. En Août, 1952 (un mois après la révolution,) le nouveau régime rebaptisé «Le Bureau Interrogations publique», puis plus tard, ils restructuré le Bureau Interrogations public pour mieux répondre à la nouvelle mise en place de la révolution. Puis, le mois de mai 1971, l’ancien président Mohamed Anwar Al-Sadat est venu avec ce qu’il appelle la «Révolution corrective” pour changer le nom du Bureau Interrogations publics pour devenir «Le Bureau Interrogations Sécurité de l’Etat.” Quelques modifications du nom ont été faites de temps en temps jusqu’à ce que la révolution égyptienne en Janvier, 25,2011. Au cours de la révolution égyptienne de nombreuses branches SSI ont été perquisitionnés le 4 Mars et 5 de l’année 2011 par les révolutionnaires. Plus tard Mars 15,2011 le nouveau gouvernement militaire égyptien a publié un communiqué déclarant l’abolition de la SSI, et la création d’un nouveau bureau nommé Homeland Security.

Les chefs les plus éminents de la SSI à travers l’histoire ont été:
1- General Majeur Saleem Zaky
2- General Majeur Rafat Elnahas
3- General Majeur AbdelAzeem FahmY
4- General Majeur Hassan Talaat
5- General Majeur Mamdouh Salem (Head of a branch)
6- General Majeur Sayed Fahmy
7- General Majeur Hassan AbuBasha
8- General Majeur Mohammed Elawa Zaher
9- General Majeur Ahmed Rushdi Mahmoud Eid
10- General Majeur Salah Salama
11- General Majeur Ahmed Eladly
12- General Majeur Hany Elazabi
13- General Majeur Habeeb Eladly
14- General Majeur Muhsen Moustafa Sulieman ELfaham
15- General Majeur Mohamed Sayed Abdelhamid Sharawy
16- General Majeur Hassan Abdurahman
17- General Majeur Hashem Abdelfattah Ghayda
18- General Majeur Hamed Abdullah
19- General Majeur Mohammed Abdelhamid Abdelghafar
20- General Majeur Khaled Abdelwahab Mohamed Tharwat
21- General Majeur Salaheldin Mohamed Fathy Hejazi
22- Général Majeur Mahmoud Sayed Abdelhamid Sharawy ‘

En plus certains agents les plus infâmes SSI:
 Général Majeur Ahmed Rafat
 Général Majeur Fouad Allam
 Général Majeur l Adel Labib (ministre actuel du développement local), également ancien chef de la branche SSI d’alexandrie dans les années 1990

Le rôle des administrateurs de la SSI ne se termine pas quand ils ont finissent leur service dans la SSI. Beaucoup de ces directeurs sont promus à devenir ministres des affaires internes, les autres administrateurs sont promus à avoir des positions élevées au sein du ministère des affaires intérieures, et d’autres être promus à devenir gouverneurs.

Selon certaines estimations, le SSI a 100.000 employés des officiers de haut rang au personnel de moindre rang de classement. – (BBC, le 5 Mars 2011), sur ce lien. Je parle vais pas beaucoup sur leurs salaires, il vous suffit de parcourir ce lien pour connaître les énormes salaires des employés SSI reçoivent, du directeur aux officiers de haut rang et se terminant à faible personnel de classement. Major général Muhsen Alfaham un ancien directeur SSI et l’un des dirigeants les plus éminents de la Elwatan Party Hamah remboursé 37 millions de livres égyptiennes des incitations qu’il a reçues à la trésorerie de l’Etat. Awhile Mohamed Abdelsamie Mohamed un officier de police dans le SSI remboursé 19,950,686 livres égyptiennes (des incitations qu’il a reçu) à la trésorerie de l’Etat. Karam Abuzahra un délégué SSI puis à la Direction générale Almatar remboursé 14.395.939

J’espère que tout le monde qui a lu tous ces chiffres peuvent comprendre pourquoi les agents du SSI sont implacables quand il vient à opprimer quelqu’un qui est contre le gouvernement. Pour toute personne qui veut changer le gouvernement sera bien sûr de changer leur salaire à six chiffres.

Il est à noter que chaque président de l’Egypte ne change que le nom de la SSI, mais ne modifie pas l’une de ses fonctions. Il est évident que certains directeurs SSI ont été pris pour cible depuis l’âge égyptien de la monarchie, jusqu’à ce que l’Egypte est devenue une république. Ainsi, afin de sécuriser les directeurs de la SSI, les fonctionnaires et le personnel bas de classement, les noms et les photos restent confidentielles et ne sont pas à la disposition du public.

La SSI est restée invincible contre toute menace jusqu’à la Révolution égyptienne de 25 Janvier 2011 est venu le long, jusqu’à ce que les révolutionnaires ont décidé de renverser le régime égyptien oppressive chantant bruyamment sur la place Tahrir “Les gens veulent renverser le régime”.

Evénements Dramatique ensuite suivies après l’éviction de Moubarak
4 Mars 2011
Les manifestants attaquent la branche SSI dans la zone de Faraena dans le gouvernorat d’Alexandrie.
5 Mars 2011
Les manifestants attaquent les branches SSI dans les villes de Madinat Nasr et la sixième d’Octobre et d’autres branches. Les manifestants ont été incapables de piller la fameuse branche de la SSI Lazoghly en raison de son emplacement à côté du ministère des affaires intérieures.
16 Mars 2011
Après le changement de nom du SSI pour devenir «Le Bureau de la sureté nationale” le général Magdy Mohamed Abdelhamid Abdel Ghaffar a été nommé vice-directeur de la sureté nationale. Magdy Abdelghaffar est diplômé de l’académie de police en 1974, puis nommé à titre d’officier dans le SSI.
22 Mars 2011
Le général majeur Magdy Abdel Ghaffar est promu et devient l’assistant de ministre dans le département SSI.
31 May 2011
Un fonctionnaire du ministère des affaires intérieur dans le régime Moubarak le général majeur Magdy Abdel Ghaffar devient après la révolution égyptienne du 25 Janvier 2011 le chef de la SSI.

Dans une interview avec chaine télévisée Al Hayat Abdelghaffar affirme

“Nous reconnaissons qu’il ya eu des mauvaises pratiques dans le cadre de l’ancien régime, nous reconnaissons qu’il ya eu des abus sous l’ancien régime”.

Mais il a nié toutes les accusations portées contre lui et a déclaré que

“Ils ne sont pas des erreurs personnelles, ils sont des erreurs institutionnelles”.

Lien vers la vidéo de son admission des crimes institutionnels de la SSI.

https://www.youtube.com/watch?v=LXByaYIJ4hw

Ici cher lecteur, le général Magdy Abdel Ghaffar a examiné la torture et le meurtre de la jeunesse et de l’opposition avant le 25 Janvier 2011 comme une erreur institutionnelle, mais pas de fonctionnaires ont été punis à la place, ils ont été promus à des grades supérieurs dans le système.

Et le ridicule continue, révolutionnaires et islamistes ont commencé à négliger le cas. Bien qu’ils aient atteint le parlement et la présidence qu’ils ne délivrent pas une loi pour punir les criminels de la SSI. Bientôt plus tard, les révolutionnaires libéraux et laïcs alliés pour obtenir les militaires de retour au pouvoir, le 30 Juin 2013.

Avec le retour de l’armée au pouvoir, le SSI fait un retour et ainsi de faire tous les anciens fonctionnaires SSI, du personnel et des espions dans le cadre du nouveau rideau de «la sureté nationale ».

Troisièmement: Il est maintenant temps de faire la lumière sur le siège le plus important de la SSI, et où ils sont situés.

Le siège de la SSI et leur emplacement et ce qui est à l’intérieur des murs sont considérés comme tabous. Mais en raison de la quantité croissante de disparitions forcées et les cris des mères des enlevés il est de notre devoir de décrire le siège au mieux possible.

A- Branche de la SSI Lazoghly-Le Caire

Donnant sur la rue Nubar, dans le centre du Caire, la branche SSI de Lazoghli est des rares branches que les révolutionnaires non pas été capables d’atteindre dans la révolution égyptienne de 2011 due à la sécurité intense entourant la branche. Après le retrait de la branche SSI de la ville de Midanet Nasr, la branche SSI de Lazoghly est la seule branche officielle au Caire.

La branche SSI de Lazoghli est située derrière les murs du ministère des affaires intérieures. La plupart de ceux qui sont entrés à la SSI Lazoghli et torturé avant la révolution et les événements du 3 Juillet 2013 ne savent pas exactement où la SSI Lazoghli est situé.

Mais après avoir entendu plusieurs témoignages et en le comparant aux cartes et de retourner à diverses sources, j’ai pu déterminer que l’emplacement du bâtiment SSI est celui encerclé en rouge ou le bâtiment à sa gauche. L’image suivante montre le bâtiment (entouré en rouge).

لاظوغلي 3

Le bâtiment se compose de 4 étages (sans tenir compte au rez-de-chaussée), et un sous-sol.
Le premier étage est spécifiquement pour les interrogatoires et l’extraction d’information sous la torture des suspects de la SSI qui ont des liens avec des groupes djihadistes ou des organisations armées.

Le deuxième étage est pour les étrangers, en particulier les Palestiniens (d’après ce qu’on a pu tenir)

Le troisième étage est réservé aux membres des Frères musulmans, en particulier ceux qui ont commis des actes de violent, et les mouvements révolutionnaires.

Le quatrième étage contient la plupart des bureaux pour les agents ou les enquêtes policières. Il se compose d’environ 20 bureaux ou plus. Le bâtiment est de forme carrée. Les couloirs sont tous reliés et donnent sur un puits de lumière. Tous les bureaux donnent sur l’extérieur du siège.

Le rez-de-chaussée a une porte qui donne sur l’ascenseur. Lorsque vous quittez le bâtiment et descendez les escaliers, il y aura une chambre à votre droite et cela est la salle de sécurité et un grand trottoir en béton.

Le bâtiment se compose de deux ascenseurs. Toutes les salles du bâtiment donnent sur une verrière.

Nous n’avons pas pu déterminer si le bâtiment a plus qu’un sous-sol ou non, mais nous avons pu savoir qu’il y avait des cellules de détention pour ceux qui ont été secrètement enlevé ou qui sont
forcément disparu. Ils y a trois cellules de détention, la première cellule est d’une capacité de 25 personnes, la deuxième et la troisième cellule sont d’une capacité de 15 personnes.

Et d’autres cellules de détention sont en cours……

B- B- SSI succursale à la Ville de Nasr – Le Caire

La branche SSI à la ville de Nasr est le siège principal du bureau SSI. Il se compose de quatre bâtiments interconnectés conçus comme une pyramide renversée. A l’intérieur des bâtiments il y a le bureau du chef de la SSI et sa villa. Aussi c’est où se trouvent tous les bureaux de l’administration, ces bureaux sont chargés de coordonner avec d’autres branches à l’échelle nationale. Ce bâtiment est situé dans le sixième arrondissement de la ville de Nasr, donnant sur la rue Almokhayem Eldaem et Alkhalifa Alqaher. Les bâtiments sont situés sur une superficie de plus de quatre kilomètres carrés, il dispose de trois entrées de voiture sur la rue Almokhatem Eldaem, et une autre dans la rue Alkhalifa Alqaher. En plus des entrées pour les personnes seules, elles sont de petites portes qui entrent seulement le personnel et les espions SSI. Ils entrent par une porte de fer, puis debout en face d’une autre porte circulaire pour entrer individuellement après leur permettant d’entrer, comme le montre l’image ci-dessous.

بوابة دخول الأفراد

En ce qui concerne les bâtiments et leurs segments, ils sont présentés dans le tableau ci-dessous, et suivie d’une explication détaillée:

villa

La zone située à droite de l’image se compose de quatre bâtiments différents interconnectés. Ils sont des bâtiments

A : Est appelé “Le bâtiment Mamdouh Salem”
B : est l’endroit du ministre du Bureau des affaires intérieure, il est composé de deux étages, et est équipé d’une aire de repos complet
C :
D :

Il y aussi un bâtiment pour la formation des agents du SSI, et le bâtiment Motaterf, il y a un réservoir d’eau, un hôtel pour les officiers, un hôpital, une mosquée et une villa indépendante de deux étages équipé d’un court de tennis, une piscine et deux entrée et des portes qui donnent sur la rue Ramses.

Les bâtiments sont très bien sécurisé. Ils sont résistants aux explosifs, avec des murs en béton armé, gardés avec d’autres portes de ciment, des clôtures électriques, 6 mètres de hauteur, avec de multiples tours de garde, et des réseaux d’alerte. Après le 3 Juillet 2013 des murs en béton supplémentaires ont été ajoutés pour augmenter la sécurité. En outre, la SSI a coupé une partie de la rue principale à l’extérieur pour devenir une rue intérieure entre les grandes poutres en béton et les bâtiments SSI. En plus des barrières de sécurité supplémentaires pour éviter les éventuelles attaques.

Les bâtiments à l’intérieur du SSI ont des hauteurs allant de deux étages (sans compter le rez-de-chaussée), comme dans le bâtiment du ministère (B). Ou quatre étages comme dans le bâtiment Salem Mamdouh (A), comme le montre l’image suivante qui a été prise de l’intérieur de l’immeuble:

188231_10150106235136134_6885582_n

Cela ne comprend pas le garage souterrain et des témoignages clandestins consistent certains bureaux de l’administration et des cellules de détention où ceux qui ont été secrètement enlevés sont enfermés. La surface de ces cellules de détention sont très petites, sa superficie est pas de plus de 2 mètres de long et 1,25 mètres de largeur, il n’y a pas d’ouvertures ou évents dans les cellules de détention qui vous aideront avec les circulations d’air, seulement une aspiration d’air. Ceci est une image de l’une des cellules:

800px-Underground_prison_cell_in_Egyptian_SS_HQ

Au sous-sol de nombreuses cellules de détention et lieux conçus spécialement pour torturer les prisonniers. Mais la plupart des dangereux bâtiments sont bâtiment Motateref, celui que je l’ai marqué M, et le bâtiment de formation.

Bâtiment M:

Ceci est le seul bâtiment qui n’a pas cessé de fonctionner même après que les services secrets militaire a pris le contrôle de la SSI avant l’éviction de Moubarak. Il a également continué à
fonctionner même après l’attaque des protestés sur les branches SSI le 5 Mars 2011. Ils ont ensuite fonctionné sous le contrôle du renseignement militaire et la protection de l’armée. En passant par l’édifice M vous avez accès au centre de communication qui comprend un réseau des Archives nationales de sécurité. Sous le bâtiment M il y a un garage, qui fonctionne comme une entrée dans une zone de cellules de détention multiples.

Bâtiment pour la formation SSI:

مبنى أمن الدولة بمدينة نصر.jpg 3

Ce bâtiment est conçu avec une protection contre les explosifs et est intensément sécurisé. Il se compose de salles de formation pour les agents du SSI. Selon une source privée, le bâtiment se compose également d’une section qui est chargé d’établir des examens pour les élèves de l’académie de police. Plus important encore, il y a des bureaux pour les directeurs SSI de l’administration publique et des bureaux pour les agents étrangers qui viennent des agences de renseignement occidentales.

Oui, ce que vous avez lu est correct, il y a des bureaux pour les agents de renseignement occidentaux en Egypte qui coordonnent avec des agents du SSI égyptiens. Agents occidentaux supervisent sur le programme de formation pour les agents du SSI. Il y a également eu plusieurs opérations conjointes
entre les deux organismes. Ces opérations conjointes sont connus pour avoir violé plusieurs lois des droits de l’homme.

Le général de brigade Aser Nejmeldeen (comme le montre l’image ci-dessous) est responsable de la coordination avec les agences de renseignement occidentales pendant le règne du major-général Habeeb personnes âgées dans le régime Moubarak.

العميد آسر نجم الدين

Gauche, est le bâtiment à côté du bâtiment principal, et il est une villa de deux étages, avec une entrée sur de la rue Ramses et une sortie séparée de la SSI. La villa est équipée de nombreux équipements dont un terrain de tennis et une piscine comme le montre l’image ci-dessous:

ملعب تنس وحمام سباحة فيلا أمن الدولة

 

C- Siège SSI dans la ville de La sixième d’Octobre. – Giza

Il est la seule branche dans le gouvernorat de Giza, et est seul responsable du gouvernorat de Gizeh. Situé sur l’axe de la rue du 26 Juillet dans la ville de La sixième d’Octobre, après la sortie de la route du désert du Caire-Alexandrie, et avant une mosquée pour les officiers de police fait pour des occasions spéciales. Le bâtiment est entouré de terres stériles et est situé à proximité de deux camps de sécurité centrale.

أمن الدولة 6 أكتوبر

Le bâtiment dispose d’une ancienne conception égyptienne, composée d’une ancienne porte de conception égyptienne, trois bâtiments principaux liés au milieu où un bâtiment central se trouve.

La porte principale du siège est située sur l’axe routier de la rue du 26 Juillet, qui est protégée des dalles de bloc et de béton. Seul le personnel SSI qui travaillent dans cette branche, ceux secrètement enlevés de l’opposition politique, où ils sont secrètement cachés dans les cellules de détention souterraines, qui sont situés derrière l’un des principaux bâtiments, comme le montre l’image ci-dessous:

get

Les personnes enlevées entrent dans le garage où ils ont les yeux bandés et pris sous terre pour être placés dans des cellules de détention, par l’entrée figurant dans l’image ci-dessous:

زنازين تحت الأرض ب 6 أكتوبر

Les bureaux à l’intérieur du bâtiment sont faciles à réinstaller parce que beaucoup de la paroi intérieure sont faites de plaques de plâtre, et tous les murs sont insonorisées qui est très utile si vous torturez vos victimes et tu ne veux pas que quiconque entendre leurs cris et pour que chaque officier peut interroger suffisamment sans être ennuyé avec les cris des autres victimes.

On sait qu’une fois que les personnes enlevées entre dans la SSI, ils seront donnés des numéros et seront appelés par leur nombre, et non par leur nom. Au point où les agents ne connaissent pas leurs
noms, et ne les reconnaissent que leurs numéros ou le numéro de la cellule, ils sont, comme le montre l’image ci-dessous:

زنازين تحت الأرض

Les personnes enlevées ne sont pas transférés à des cellules collectives (cellules avec de nombreux prisonniers) jusqu’à ce qu’ils terminent les interrogatoires qui peuvent prendre jusqu’à mois, après l’enlèvement est fini avec des interrogatoires musclés, ils sont les yeux bandés, donnés à un policier, puis emmenés dans une cellule collective. Situé sur le côté du couloir dans l’image ci-dessous:

ممر بين الزنازين

 

D- Siège de la SSI dans la ville d’Abis – Gouvernorat d’Alexandrie

Les responsables de la SSI ont récemment commencé à utiliser ce bâtiment pour torturer les personnes enlevées, ce bâtiment a été activé après le 3 Juin 2013, situé sur la route agricole Alexandria-Tanta à Abis. Il est situé devant l’entrée Smouha, à côté de la nouvelle cour d’appel, et en face de la forêt récréative. Le bâtiment se compose de nombreux étages est utilisé pour faire une pression sur les enlevées et l’opposition politique à admettre ou de témoigner à toute information est avant qu’ils ne soient transférés à la Direction de la sécurité d’Alexandrie, au quatrième étage.

أمن الدولة بأبيس بالإسكندرية 3

Quatrièmement: Les méthodes de torture à l’intérieur de siège de la SSI.

Qu’est-ce que vous allez lire maintenant sur les méthodes de torture dans le SSI se passe en Egypte. Les responsables américains ont avoué connaître au sujet de ces méthodes de torture, et souvent coopérer avec les responsables égyptiens de la torture. Voici le lien vers le rapport de Human Rights Watch au sujet de la coopération des services de renseignement américains et la SSI à torturer les personnes enlevées. La liste suivante des méthodes est ce que nous avons pu recueillir le témoignage des anciens enlevées.

  • La tête pendus en bas et les pieds vers le haut (les deux pieds sont attachés avec une corde
  • La tête pendus en bas et un pied (un seul pied est attaché avec une corde
  • Lier les deux mains de la personne avec une corde, puis accrocher leurs mains
  • Électrocuter la personne dans toutes les parties du corps
  • Déshabiller le détenu jusqu’à ce qu’il devient nu, et est ensuite placé sur un lit en métal. responsables SSI fournissent de l’électricité au lit par intermittence
  • Raccordement du corps de la personne avec des fils électriques, puis les connecter à un appareil électrique pour électrocuter tout le corps
  • Électrocuter les parties génitales
  • presser les testicules de la personne avec les deux mains, puis les accrocher d’un cordon qui est attaché au plafond
  • Électrocuter le cuir chevelu
  • Après avoir torturé la personne, les responsables SSI déshabille la personne nu, attacher ses vêtement à ses mains, puis le ramènent dans une cellule avec d’autres personnes enlevées tandis qu’il est toujours nue
  • Insertion d’un bâton en bois à travers le rectum de la personne détenue puis enregistrer une vidéo accrochée sur une croix métallique, régler un certain temps leurs pieds dans un baquet d’eau. Plus tard, ils électrocuter l’eau, de sorte que l’électricité peut voyager dans tout le corps.
  • Attaché les mains et les pieds autour d’un poteau au-dessus des avant-bras et les genoux, avec le pôle supporté entre deux chaises, tandis que les pieds sont battus avec un bâton en bois, le corps va engourdie, après l’enlevée commence à crier, un agent SSI commence de l’électrocuter.
  • Électrocuter la tête du pénis
  • Déshabiller la personne enlevée e puis le forcer de se coucher sur le sol. Au temps qu’un officier met une chaise entre ses épaules, et un autre officier met une chaise entre ses jambes. Les officiers commencent alors à le interroger avec et de le torturer avec l’électricité. En raison de la façon dont la personne est placée, quand il est électrocuté, son corps va commencer à sauter vers le haut en raison de l’intensité de l’électricité.
  • Enlevé les ongles de pied de la personne enlevée
  • Empêcher la personne de dormir par menotter l’un de ses mains à un pôle et l’autre est menottée à une autre personne, et d’autre part la personne est liée à un autre pôle. Les agents lient les deux jambes, rendant impossible pour les personnes enlevées à dormir en raison du fait que leur dos ne soit pas appui sur le mur

Récemment, il a été repéré des cas où les agents coupent des parties de la peau de la personne enlevée utilisant des outils tranchants pour les forcer à avouer les noms d’autres personnes qui opposent au gouvernement. D’autres cas ont été repérés où des agents du SSI ont crevé les yeux de leurs victimes.

Dans de nombreux cas où les personnes enlevées ont refusé d’avouer qu’ils ont été tués. Plus tard, le SSI prétend qu’ils ont été tués dans un affrontement armé avec les forces de l’ordre, même s’elles sont moins de 18 ans. Le 25 Octobre 2015 le ministère égyptien des affaires intérieures a annoncé l’assassinat de trois jeunes de moins de 18 ans dans une région montagneuse appelée District Alqasaseen, dans le gouvernorat de ISMAILIA et posté des photos des trois jeunes garçons blessés avec plusieurs balles. Un des garçons dans l’image a une balle qui n’a dépassée à l’autre côté, comme il est évident dans l’image ci-dessous:

21

 

Cinquièmement: Les méthodes de capture de leurs victimes et pourquoi?

Les victimes de disparition forcée sont divisées en deux types. Le premier des deux sont les l’opposant, et le second type sont victimes des intérêts politiques, leurs arrestations sont généralement des erreurs et ils sont libérés après un certain temps de leur capture. Y’avais des cas où le deuxième type des victimes sont utilisés pour tester les méthodes SSI de torture et de leur enseigner à de nouveaux agents.

Les méthodes les plus célèbres pour capturer les victimes sont :

  • Suivre l’empreinte vocale de la victime, même si la victime change leur numéro de téléphone cellulaire ou par téléphone, ils peuvent encore être surveillés
  • Suivre les personnes qui utilisent des programmes de VPN et les surveiller pourquoi ils utilisent ces programmes et ce qu’ils écrivent
  • Surveiller les sites de réseaux sociaux comme Twitter et Facebook, et surveillance des postes anti-gouvernementaux, les commentaires et leurs auteurs
  • Suivre les comptes de réseaux sociaux des militants et des opposants célèbres et pirater leurs e-mails personnels afin de savoir leurs contacts
  • Capturer les militants et utiliser leurs téléphones portables et leurs comptes de réseaux sociaux en envoyant des messages à d’autres militants et les capturer
  • Forcer les enlevées de se connecter avec d’autres militants afin de les capturer aussi
  • Répandre des espions dans des zones où il y a peut-être un groupe d’opposant, puis de les capturer
  • les citoyens pro-gouvernementaux qui rendent compte des membres de l’opposition
  • Injecter des agents infiltrés ou le recrutement d’anciens détenus sous pression à devenir des agents d’infiltrés pour espionner des opposant et les capturer
  • En raison du fait que les maisons des militants et de groupes d’opposition se fait une descente sur une base hebdomadaire / quotidienne par le SSI, les militants se déplacent souvent hors de leur gouvernorat, de sorte que le SSI surveille régulièrement de nouveaux contrats de location dans la zone qu’ils contrôlent
  • Au point de contrôle de sécurité des agents de police vérifient les appareils mobiles et les ordinateurs portables et vérifier spécifiquement des galeries pour voir s’ils ont des photos de manifestations ou des photos qui signe à l’opposition du gouvernement

Le SSI a également équipé leurs voitures avec des radars et des technologies qui aident à retrouver les militants et les groupes d’opposition.

 

Sixièmement : Les disparitions forcées: Vraies histoires d’une promenade dans la capitale de l’Enfer

Ils appellent fièrement eux-mêmes “Infidèles”, parce qu’ils ne sont pas attachés à aucune religion ou morale et parce qu’ils ne craignent rien. Une fois que vous êtes capturé, ils vous bandent les yeux, de manière agressive vous pousser dans une cellule de détention solitaire, et ils vous diront que vous êtes officiellement “disparu” de la société jusqu’à ce qu’ils en décident autrement.

Beaucoup pensent que ce qui se passe est derrière les yeux des gouvernements occidentaux et ses services de renseignement, mais la réalité prouve le contraire. Selon un rapport de Human Rights Watch en 2005 intitulé «Black Hole», lien, ancien officier de la CIA Robert Baer a déclaré:

“Si vous voulez un interrogatoire sérieux, vous envoyez un prisonnier en Jordanie. Si vous voulez qu’ils soient torturés, vous les envoyez au Syrie. Si vous voulez que quelqu’un disparaisse, et jamais le revoir vous l’envoyer en Egypte “. L’ancien responsable de la CIA Robert Baer, dans Stephen Grey, “le goulag de l’Amérique,” The New Statesman, le 17 mai 2004.

L’ancien officier de la CIA a merveilleusement conclu la tragédie de la disparition forcée quand il a dit:

“Si vous voulez que quelqu’un disparaisse, et jamais le revoir-vous les envoyer en Egypte”.

La révolution égyptienne de 2011 est venue pour détruire la coopération entre la SSI et les agences de renseignement occidentales, appelant à la justice, la liberté et la dignité. Expliquant au monde occidental que l’Egypte ne sera pas exploité et utilisé comme une chambre de torture du Moyen-Orient et d’utiliser des méthodes de torture qui ne peuvent pas utiliser dans leur propre pays où il y a une loi qui va punir ceux qui commettent ces crimes odieux.

Relations sont devenus mieux alors qu’avant le Janvier 18,2016 directeur de la CIA John Brennan a visité le ministre égyptien des affaires intérieures. Lorsque le ministère a déclaré sur sa page Facebook officielle:

Relations sont devenus mieux alors qu’avant le Janvier 18,2016 directeur de la CIA John Brennan a visité le ministre égyptien des affaires intérieures. Lorsque le ministère a déclaré sur sa page Facebook officielle:
“Le ministre a été satisfait de l’immense coopération entre le ministère des services de renseignement intérieur et de la CIA dans le domaine des communications et la grande compétence de la lutte contre les extrémistes et de résister à des idéologies destructrices extrêmes qui trompent les jeunes en vue d’atteindre des objectifs personnels, qui menacent la stabilité des pays de la région.

Le terrorisme a continué à devenir le crochet dans lequel les droits de l’homme sont exclus au Moyen-Orient. Selon les informations fuite provenant de sources fiables, il y a des officiers la CIA forment des agents du SSI et ont aidé à développer les méthodes de torture dans la SSI, la réunion sont généralement situés dans le bâtiment de formation au siège du SSI à Nasr City, comme le montre l’image ci-dessous :

مبنى أمن الدولة بمدينة نصر.jpg 3

À ce stade, nous avons commencé à enregistrer des dizaines d’interviews de ceux qui étaient des anciens détenus, nous avons enregistré leurs témoignages à l’intérieur du SSI. Je vais d’abord commencer par mon histoire, parce que je suis une fois secrètement enlevé pendant une période de cinq jours à l’intérieur du SSI.

 

Haitham Ghoneim-Octobre 2010

 

Avec les forces spéciales de sécurité centrale entourant ma maison, le SSI a attaqué ma maison pour me conduire à un endroit inconnu. A ce moment mon père s’est reveillé en état de choc, ma soeur se noyer dans les larmes, ma mère m’a fait ses adieux à la force, mais avec la tristesse de ses yeux pour elle savait ce que je vais affronter.

On m’a emmené à la cellule de détention et a commencé à perdre la notion du temps, ne sachant pas si le soleil va lever ou cette nuit ne finira jamais. La porte de la cellule s’ouvre et on m’a emmené dans un lieu inconnu.

Ce fut une villa abandonnée à Nasr City qui donnait sur la rue Aly Ameen, avant mon enlèvement, je passais devant cette villa plusieurs fois ne sachant que derrière ses murs allonge l’horreur, je pensais qu’elle a été abandonné, mais avéré être autrement, une image de la villa est illustré ci-dessous:

مهجورة

Une fois que je suis entré dans la villa, j’été obligé de prendre de mes habilles pour me bander les yeux avec, et m’ont pris à un autre endroit inconnu, juste pour me tenir devant un officier, que j’ai reconnu sa voix, il était lui-même qui m’a enlevé de ma maison. Il me salua en disant

“Vous êtes maintenant dans la SSI, il n’y a rien d’officiel qui peut prouver que vous avez été arrêté, ce qui signifie que vous n’êtes pas détenu parce qu’il n’y a rien à prouver ainsi, votre famille ne serait pas en mesure de prouver quoi que ce soit. Si nous voulons vous garder caché, nous pouvons vous cacher ici pour la vie sans que personne ne sache où vous êtes. Nous pouvons vous tuer et enterrer et vous encore rester anonyme. Donc, si vous nous aidez, nous vous plaire et vous faire sortir d’ici, ou nous pouvons prison vous et vos parents vous savez où vous êtes, et si vous refusez de coopérer … vous savez ce qui se passera. “

Ici, je savais que je suis disparu de la société …. Ou en meilleure description disparition forcée.

Après sa brève salutation, il m’a emmené dans une chambre de torture où je suis déshabillé de mes vêtements (sauf pour mes sous-vêtements) et plusieurs méthodes de torture ont été utilisées sur moi. Je me souviens de temps pour revenir à ma cellule demi-portée par les gardes. De nombreux prisonniers compassent ma situation et me couvert avec beaucoup de couvertures parce que je suis nu pendant sept heures d’affilée dans une chambre froide de congélation (l’agent du SSI met la température la plus bas de l’air conditionné).

Je me souviens du cinquième jour après avoir perdu l’espoir de prouver quoi que ce soit contre moi, ils ont décidé de me libérer.

Avant de me relâcher l’officier qui a supervisé ma torture s’excuse en disant:

Nous l’avons fait pour l’Egypte.

Je l’ai regardé sarcastiquement sans se soucier de sa réaction. Plus tard l’officier chef est venu pour me dire que je serai libéré aujourd’hui, mais si je parle encore une fois à propos de l’héritage du pouvoir, les élections, ou si jamais je joins une manifestation … tu sais ce que nous ferons avec toi.

A ce moment-là je pensais à un autre détenu qui était avec moi dans la même cellule. Il possédait un magasin de nettoyage à sec, son seul crime était que pendant quelque temps la SSI a échoué à trouver l’homme qu’ils cherchaient, ils passaient devant son magasin et a vu qu’il a été nommé “Al-Aqsa “(une mosquée sainte en Palestine), c’est qui a été son crime (le nom de son magasin)

Je demandé à l’officier de le relâcher, il a répondu en disant “Oh ne nous reste de il est encore chez nous”

Oui, cher lecteur, ils ont oublié tout simplement un être humain, un être humain qui a une famille follement recherche après lui …… tout simplement l’oublier.